تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
انشطار القيم الغربية ومستقبل حلف الناتو
ربما يكون الوضع الحالي للعلاقات الأمريكية الاوربية هو الأكثر تعقيدا وتشابكا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وفي نفس الوقت هو أصعب تحدي يواجه حلف شمال الاطلنطي ، في تقديري أن وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض كان موضع قلق الكثيرين من العالمين بتشكيلة الادارة الأمريكية الجديدة وتوجهاتها اليمينية شديدة التطرف ، وانا أحد الكتاب المهتمين بظاهرة صعود اليمين في العالم وتأثيراتها على منطقة الشرق الأوسط من كافة الزوايا الإيجابية منها او السلبية ، بيد أن أصعب ما في الأمر هو انشطار القيم الغربية وتناثر مكوناتها ، أو ما يمكن أن أطلق عليه " الصراع الصفري داخل الخلية الواحدة "
***
فقيم الحرية التي قام عليها الاتحاد الأوربي واعتبرها الجميع ثوابت ومعتقدات لا يجوز الاقتراب منها جاءت الادارة الأمريكية الحالية لتنال منها بشكل دراماتيكي غير مسبوق ، والمتابع المجرد لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونخ للأمن ثم في باريس ثم في أثناء استقباله للقادة الاوربيين زيلينسكي وماكرون وستارمر واخيراً تصريحاته في غرينلاند الدانماركية يقف على حقيقة الموقف الأمريكي الحالي وكذلك يساعد الباحثين في استشراف مستقبل الغلافات الأمريكية الاوربية بشكل عام ، وهنا يمكن الوقوف على الملاحظات التالية
***
، الملاحظة الاولي : تنطر الادارة الأمريكية إلى اوربا على انها تمثل عبئا عسكريا واقتصاديا وسياسيا وفكريا على الثورة اليمينية الأمريكية ، الملاحظة الثانية : ترى الولايات المتحدة ان اوربا غير قادرة بمفردها على مواجهة التهديدات الروسية لسرب اوربا ، الملاحظة الثالثة : تنظر الولايات المتحدة إلى حلف الناتو على انه غير قادر على حماية أمن القارة الاوربية من دون وجود القوات الأمريكية ، الملاحظة الرابعة : يخطئ من يظن ان الاقتصاد فقط هو المحرك الوحيد للتوجهات الأمريكية الأخيرة التى أزعجت قادة حلف الناتو ، الملاحظة الخامسة : ستكون المسألة الدانماركية ثم المسألة الكندية هي اختبارات صعبة امام حلف الناتو وعلى ضوء نتائج حل هاتين المسألتين يمكن التنبؤ بما يمكن ان تستقر عليه الأوضاع المستقبلية ،
***
الملاحظة السادسة : المسالة الاوكرانية خرجت من جلباب التحالف الغربي واستقرت في مصيدة الفكر الامبريالي الأمريكي الجديد ويؤيد هذه النظرة مشروع اتفاقية المعادن المنظورة بين واشنطن وكييف ، الملاحظة السابعة : روسيا قاب قوسين من إعلان النصر على أوكرانيا من دون معارك فاصلة وإنما تحقق هذا الانتصار بقرار أمريكي ، الملاحظة الثامنة : كل ما يدور في المعسكر الغربي الإن يصب في مصلحة الصين التي تقف في موقف المتفرج الذي يحصد مكاسب مجانية دون تكلفة تذكر ، الملاحظة التاسعة : سيخرج الشرق الأوسط بكل تفاصيله من العباءة الأمريكية مفضلا اما الاستقلال الإقليمي المنشود من شعوب المنطقة وإما تحت المظلة الصينية التي تبدوا اكثر استقرارا واحتراما من المظلة الأمريكية المهينة ،
***
الملاحظة العاشرة : ستكون للصراع الداخلي الغربي نتائج مباشرة على اعادة تشكيل العالم وهل سيتم ستصبح اوربا من دون امريكا قوة تقف على نفس خط الصين وروسيا وأمريكا ؟، هذه الملاحظات العشر تقودنا إلى التفكير فيما هو قادم ، هل ستقوم أمريكا فعلا بضم جرينلاند إلى الولايات المتحدة بصرف النظر عن الطريقة ؟ وهل ستوقف أمريكا حرب أوكرانيا لصالح روسيا ؟ وإذا فعلت امريكا ذلك -وهو الأرجح حتى الان - ماذا سيكون رد فعل الدول الاوربية ؟ وكيف سيتصرف حلف الناتو مع معضلة شديدة التعقيد ؟ هل يمكن للحلف اعادة بناء نفسه دون وجود امريكا ؟ وهل تستطيع الدول الاوربية بناء جيش قوي يحمي اوربا ليس من خطر الروس فقط بل من خطر الصديق الأمريكي نفسه ؟ بيد ان العالم مقدم على مرحلة خطيرة وتحتاج منا إلى الانتباه ، اما تاثير ذلك على منطقتنا - الشرق الأوسط - فهذا موضوع مقال آخر .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية