تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إدارة مخزون الحماسة
خلال الفترة الحالية تكون مخزون هائل من الحماسة والفخر والتعاطف الوطنى والانسانى والمعرفة التأريخية تجاه الحق الفلسطينى ومعه امتد الاهتمام إلى مجمل القضايا العربية!
لقد انتجت حرب غزة واقعا جديدا فى العالم وخلَّفت معها ووراءها مكوِّنا معرفيا جديدا مثَّل حالة وعى جمعى عالمى واقليمى ومحلى لا تخطئه عين خبير، شاهدنا مظاهرات حاشدة فى كل شوارع العالم لكل فئات المجتمع فى كل مكان، السوشيال ميديا حركت المياه الراكدة واكتشف روادها أن ملاكها ليسوا مجردين ولا محايدين ولا يعبأون بحقوق الانسان ولا يحترمون دماء الأبرياء،
مراكز البحوث والدراسات فى كل دول العالم حتى فى قلب أمريكا وأوروبا وداخل الأوساط اليهودية نفسها، مراكز صنع القرار فى أوروبا وأمريكا انتبهت إلى خطاياها السياسية جراء الانسياق الأعمى وراء حكوماتهم للجانب الإسرائيلي،
الخلاصة العالم يتغير والمدخلات تتغير والمعطيات تتغير، وفى الداخل المصرى تابعنا حركة المقاطعة غير المسبوقة لكل المنتجات التى يدعم ملاكها إسرائيل ووصلت آثار المقاطعة إلى كل مناحى الاقتصاد وتشعبت وكان تأثيرها شديد الخطورة، المقاطعة هذه المرة ليست نتاج دعوة جهة أو تأثير جماعة ولم تكن الدولة الرسمية بالطبع طرفا فى هذه الخطوات، لكن المدهش ان الناس العاديين تحركوا وقرروا مقاطعة كل الداعمين للكيان الصهيوني، وهذه النقطة تحديدا تمثل بعدا جديدا يستحق الدراسة والمتابعة الدقيقة،
خلاصة القول إن هناك حجماً ضخماً من مشاعر الكراهية لكل ما هو صهيونى وكل ما يرتبط بالاحتلال فى كل مكان فى العالم وفى نفس الوقت هناك حجم غير محدود من التعاطف الوطنى والانسانى تجاه الفلسطينيين تكوَّن ووصل إلى أقصى مدى يمكن تصوره، السؤال الذى يطرح نفسه الآن هل سيقتصر اهتمام ووعى الناس فقط بقضية فلسطين؟ أم أن الاهتمام سيمتد إلى ملفات أخرى سياسية خارجية وأيضا داخلية؟ سنجد أنفسنا أمام آراء ورؤى تخرج من رحم المعارف المتراكمة والقراءات المبعثرة والتحليلات المتناقضة، وهذا سيمثل واقعا جديدا امامنا يستوجب علينا الاستعداد له من خلال استباق ذلك بخطط توعوية حقيقية وشاملة ومبتكرة تستوعب كل التيارات وكل المتغيرات وتدير بحنكة مخزون الحماسة والتعاطف وكذلك الوعي،
لا أتمنى ان يُفهم من كلماتى عكس ما قصدته، فحالة الوعى الجمعى والثقافة المعرفية تجاه القضايا السياسية أمر ايجابى ومطلوب ومُلح، لكن ولأنه تكوَّن سريعا وكان أشبه بوجبات «تيك اواي» فيحتاج عناية فائقة حتى ينضج ويتحرك فى مساراته الطبيعية ليكون رصيداً فاعلاً لمشروعاتنا الوطنية، بيد أن حرب غزة فتحت ملفات كثيرة على مصارعها وكشفت الكثير من الأمور التى صبت فى مصلحة الدولة الوطنية والقيادة السياسية التى ضربت المثل فى الوعى والفهم والقوة والحكمة وكذلك الصبر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية