تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > نشأت الديهي > «الفصل الملغى» من منهج الصراع

«الفصل الملغى» من منهج الصراع

بما أنه ليس صراعاً بين سلطتين متناظرتين وليست حرباً بين جيشين متكافئين فماذا يجب أن نطلق عليه إذن؟

أتحدث عن ماهية القضية الفلسطينية، وأفكر مليا وبهدوء في تأصيل بعض مفردات القضية، البداية هي احتلال مجموعة من العصابات الصهيونية المسلحة للأراضي الفلسطينية ولكن بشكل يختلف عن كل حالات الاحتلال التاريخية المعروفة، لكن ربما يكون هناك وجه شبه بين وصول الإسبان والبرتغاليين إلى الأمريكتين عبر رحلات المكتشفين الأوائل كريستوفر کولومبوس وفاسكو ديجاما وهنرى الملاح وغيرهم وما تبع ذلك من وصول الأوروبيين وسيطرتهم على أمريكا وسحقهم للسكان الأصليين من الهنود الحمر،

عموماً هذه الشبه ليس له قيمة أو دلالة إلا تفسير الاحتواء الأمريكي اللامحدود و اللامشروط لإسرائيل، لكن وسط زحام التحليلات وتضارب الآراء وقاقض الرؤى يبرز أمامي سؤال أراه في تقديري - حال الإجابة عليه هو أهم نقطة في منهج القضية،
السؤال باختصار:
 هل القضية التي يطلق عليها البعض صراعاً أو نزاعاً هي في الأساس « دينية، أم سياسية؟ وبمعنى أبسط هل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي صراع ذو طابع ايديولوجي؟ أم هو صراع سياسي ويستخدم الدين لتحقيق أهدافه ؟

وهنا وفي سبيلنا للبحث عن إجابة صحيحة لابد وأن نعيد الأمور إلى نصابها وتفكك المعادلة إلى مكوناتها الأولى، في البداية لا بد وأن تذكر أن تيدور هرتزل كان علمانياً وغير متدين تماماً وكانت أرض فلسطين أحد الخيارات المطروحة من الأرجنتين وأوغندا وسيناء ، وهذا يؤكد أن الصراع بدايته كانت سياسية حيث يوجد شعب مشتت في اصقاع الأرض يبحث عن وطن قومي وأمامه اختيارات منها أرض فلسطين، هنا ربما جاء دور رجال السياسة الذين استخدموا أوراق الدين لتمرير مشروعاتهم السياسية، ومن الجانب الفلسطيني لم تكن المقاومة الفتحاوية ذات طابع ديني بل كان معظم قادة فتح على الطرف الآخر من نهر الراديكالية الإسلامية، لكن ظهور حماس وخروجها من رحم حضانات الإخوان وتصديها للمقاومة وإصباغها بصبغة دينية للدق على أوتار القلوب في مشارق الأرض ومغاربها أمام غض إسرائيل الطرف عما يجرى لأنه يصب في غير صالح منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تراها إسرائيل عدوا إرهابيا قبل أن تظهر حماس، الخلاصة هنا هي ضرورة البحث عن إجابات حقيقية وغير ملونة على سؤالى البسيط مرة أخرى هل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في سياقات سياسية؟ أم صراع سياسي يتحرك في مسارات دينية؟ هذه الإجابات ستقودنا إلى تفسيرات ! المواقف والقرارات التي نراها تحدث أمام أعيننا ولا نجد لها تفسيراً،

نتنياهو يتحدث عن الأغيار و الأخيار والعماليق وسفر التكوين والسبط البابلى وأهل النور وأهل الظلام ويهودا والسامرا ويحاول ان يدين الصراع السياسي، والمقاومة الإسلامية تتحدث بآيات من القرآن - حمالة أوجه - عن الصراع بين المسلمين واليهود وحتمية المعارك الكبرى إلخ ، فإذا كانت الحرب دينية فلا ما لها سياسياً، وإذا كانت سياسية فيمكن الوصول الى حل مهما كانت التحديات، أجيبوني يرحمكم الله.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية