تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

توصيلة مجانية

تجاهد لالتقاط أنفاسها ولا تسعفها تلك اللفحات الساخنة التى تهب عليها من تلويح ابنها بكرتونة امام وجهه…تسند بيدها اليمنى على كفه، وباليسرى على الأسمنت الساخن الذى لا تعرف لماذا استبدلوا المقاعد الخشبية لمحطة انتظار الاتوبيس به!.

تتكئ عليهما رغم جلوسها، فالشعور بتفكك كل ذرة بجسدها والإرهاق الذى يسرى فى عروقها بعد جلسة الكيماوى لا يوصف،

ترفع رأسه…تحمل طفلها ذا السنوات العشر كما لو كان رضيعا لتعبر به الشارع.. يبدو كمن فقد الوعى ولكنها تعرف من الكانيولا فى يده أنه ربما قد انتهى لتوه من جلسة هو الآخر. يلا يا أمه…ينبهها صوت ابنها الذى سحب يدها سريعا ليلحق بالأتوبيس الذى طال انتظاره ..يدفعها لتصعد أولا لتلحق مقعدا بجوار النافذة فالرحلة من معهد الأورام إلى منزلهما طويلة ..يقول لها: لو معايا يا أمه ما ابهدلكيش فى المواصلات.. تدعو له بسعة الرزق والبركة وأهم حاجة الصحة....

 

ما سبق مشهد يمكنك أن تراه يوميا اذا وقفت لدقائق أمام محطة الأتوبيس المقابلة لمعهد الأورام والمطلة على كورنيش قصر العيني…يخرج المرضى الغلابة فى حالة من الوهن لينتظروا أى وسيلة مواصلات تناسبهم…البعض يقدر على ركوب تاكسى والكثير يفضل الانتظار ليوفر جنيهات قليلة.. فإذا مررت من هناك فانظر إليهم وفكر قليلا هل يسمح وقتك وظروفك أن تتبرع بـ توصيلة مجانية لمريض رقيق الحال فى سيارتك؟. قد يقبل هو أو يرفض ولكن ربما توصيله أو حتى تقريب المسافات لمريض تهون عليه القليل وبإذن الله تضع فى ميزان حسناتك الكثير. الدعوة تنسحب على قائدى سيارات الأجرة ونظرائهم من سائقى تطبيقات التوصيل وتنسحب أيضا على مساعدة المرضى المنتظرين فى أماكن عدة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية