تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نظرية مؤامرة كاملة الدسم!
لثمانية أيام كاملة أطارد كل شاردة وواردة عن «توماس ماثيو كروكس»، الشاب ذى العشرين الذى تصدر نشرات الأخبار فى أربعة أرجاء المعمورة، عقب محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الذى ينافس على العودة إلى المكتب البيضاوي، قاتل فى العشرين من عمره، ما هى دوافعه؟، كيف أعد نفسه لاغتيال أهم شخصية مثيرة للجدل على كوكب الأرض فى السنوات الأخيرة؟، من الذى دربه على إطلاق الرصاص من بندقية (أيه أر- 15)؟، بندقية نصف آلية شائعة فى الولايات المتحدة، وزنها أربعة كليوجرامات تقريبا، تتمتع بدقة عالية، ارتدادها منخفض، وتحتاج إلى قدر كاف من التدريب قبل استخدامها فى عملية اغتيال شخصية لامعة فى بؤرة الضوء، تتوافر لها حماية خاصة، كيف صعد توماس ماثيو كروكس إلى سطح مبنى يطل على المنصة التى يتحدث منها ترامب بمسافة 150 مترا فقط؟!.
السؤال الأهم: هل ينطبق وصف «القناص» الذى أطلقته بعض الصحف والفضائيات على توماس أم فيه مبالغة شديدة؟
توماس ماثيو كروكس،عاش حياته فى بيثيل بارك، بولاية بنسلفانيا، فى حى تسكنه الطبقة الوسطى والطبقة الوسطى العليا، طالب ذكى تخرج فى مدرسته الثانوية بمرتبة شرف، وفاز بجائزة النجمة ومكافأة 500 دولار، لتميزه فى الرياضيات والعلوم، يدرس برمجة أجهزة الكومبيوتر، حصل على درجة جامعية فى الهندسة قبل شهرين فقط من محاولة الاغتيال، هادئ، يلعب الشطرنج وألعاب الفيديو، قال زملاؤه فى المدرسة إنه حاول الانضمام إلى فريق البندقية بالمدرسة، ولم ينجح بسبب ضعف تصويبه، وإن صار عضوا فى نادٍ محليٍ للرماية قبل عام، اشترى ذخيرة وسلما لم يثبت استخدامه فى التسلق إلى سطح أى مبنى يوم وقوع الحادث، لم يرتكب أى جريمة فى حياته، مسجل فى بطاقته الانتخابية أنه جمهورى «حزب دونالد ترامب». بعد مصرعه على يد الحرس الخاص، وجدوا فى تليفونه المحمول صورا دون أى تعليقات: لترامب وبايدن وشخصيات سياسية بارزة فى الكونجرس، والنائب العام.
ثم عثروا على سترة مضادة للرصاص فى سيارته، يستحيل أن نعرف لماذا لم يرتديها خلال محاولة الاغتيال، وثلاث خزن رصاص، وعبوتين ناسفتين يمكن التحكم فيهما عن بعد!!
لم تترك شبكات التواصل الاجتماعى محاولة الاغتيال دون أن تدس أنفها طرفا فاعلا، فنشر الناشطون عليها فيديو لامرأة ذات قبعة خلف ترامب قبل إصابته فى أذنه بدقائق، وكتبوا: فتاة خلف منصة ترامب تثير الريبة، لم تهتز عند إطلاق النار وتصرفت كأنها على علم مسبق بما سوف يحدث، وراحت تلتقط الصور بتليفونها المحمول فى هدوء. لم يحدد أحد شخصية الفتاة ولم تقل عنها الرواية الرسمية شيئا.
بالطبع ليس هذا تشكيكا فى الرواية الرسمية عن محاولة الاغتيال، لكنها مجرد تساؤلات منطقية مشروعة، تفرضها المعلومات المتاحة، خاصة أن الولايات المتحدة لها تاريخ فى الروايات الغامضة عند وقوع هذا النوع من الجرائم، مثل روايتها عن الهجمات الإرهابية على برجى التجارة العالمى فى 11 سبتمبر 2001، وأيضا فى عملية اغتيال الرئيس الأمريكى جون كنيدى نهارا جهارا فى مدينة دالاس بولاية تكساس، يوم 22 نوفمبر 1963!
الهجمات الإرهابية على نيويورك لها روايات موثقة، سواء فى كتب أو فيديوهات على مواقع سبرانية، روايات غير رسمية تدحض الرواية الرسمية وتزلزل أركانها، أما عملية اغتيال كنيدى فمازال الجدل حولها دائرا بالرغم من مرور أكثر من خمسين عاما عليها، ومازالت عائلة كنيدى تلح فى فك اسر الملفات المتعلقة بها، خاصة أن القانون يمنحها هذا الحق بعد 25 عاما من الحادث، ولم تخرج هذه الملفات من الأرشيف الوطنى الأمريكى حتى الآن، ويقال إن هذه الملفات تحتوى على 15 الف وثيقة، منها 44 وثيقة خاصة بالقاتل الذى أعلن عنه، لى هارفى أوزوالد، بعضها يربط بينه وبين المخابرات المركزية، وتثبت أنه شارك فى برنامج سرى لها حول كوبا، وكوبا كادت تشعل حربا بين أمريكا والاتحاد السوفيتى قبل عملية الاغتيال بـ11 شهرا، عندما سمحت للسوفيت بنشر صواريخ نووية على أرضها التى لا تبعد سوى 90 ميلا عن ولاية فلوريدا الأمريكية، وهى الأزمة التى عرفت باسم خليج الخنازير، ودامت 13 يوما وأوقفت العالم على أطراف أصابعه مرعوبا، حتى انسحبت الصواريخ السوفيتية مقابل انسحاب أمريكى مشابه من تركيا.
وتقول الوثائق التى تسرب بعضها إنه كان جنديا مسرحا من مشاة البحرية الأمريكية بسبب ميوله الماركسية، والمدهش أن أوزوالد لقى مصرعه، قبل أن يصل إلى قاعة أى محكمة، وقبل أن يدلى بأى أقوال فى تحقيقات رسمية يفسر بها أسبابه ودوافعه أو حتى ينفى فعلته.
الأكثر دهشة أن قاتل أوزوالد وهو «جاك ليون روبي» اعترف بجريمته مبررا إياها بأنها كانت انتقاما لمقتل رئيسه المحبوب، وحكمت عليه المحكمة بالإعدام، الذى لم ينفذ، ومات فى السجن مريضا بانسداد رئوى فى عام 1967. وقد ظهر كتاب «اخيرا قصتي» فى أول يناير 2001 لـ«كريستين كيلر» نجمة أشهر الفضائح الانجليزية فى أوائل الستينيات مع وزير الدفاع البريطانى جون بورموفو والجاسوس السوفيتى إيفانوف، اعترفت فيه بأنها أدلت فى تحقيقات الفضيحة بأقوال تفيد أن الرئيس الأمريكى سوف يغتال بعد عدة شهور فى دالاس، لكن القاضى «اللورد ديننج» لم يهتم، و»هددنى بأن أغلق فمي». أما المخرج اوليفر ستون فقد صنع فيلما وثائقيا بعنوان «جون كنيدي..إعادة نظر»، كشف فيه من خلال قراءة الأدلة: (يبدو من المستحيل أمام أوزوالد أن يكون هو الذى قتل كنيدى بالطريقة التى صورها الرسميون)! نعم نظرية المؤامرة اختراع أمريكى كامل الدسم!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية