تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رسالة من فلسطينى مزيف!
هذه رسالة قرأتها فى جريدة هاآرتس الإسرائيلية، من كاتب ينسب نفسه إلى فلسطينيى 1948، ولا أعرف هل «الكاتب لوِّى هاج» فلسطينى حقيقى أم مزيف من هؤلاء الذين تتبناهم أجهزة الأمن الإسرائيلية وتطلقهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وأحيانا على صفحات الصحف، يدافعون عن إسرائيل وما تفعله فى غزة أو الضفة من جرائم حرب لا يعرف لها التاريخ الحديث مثيلا، سوى إلقاء الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتين يابانيتين فى نهاية الحرب العالمية الثانية، من باب الانتقام وفرض الهيمنة.
كان يمكن للمرء أن يقرأ المقال الرسالة ويدعه يمر دخانا فى الهواء، فهو كالعادة الإسرائيلية يخلط الأكاذيب بالحقائق، الأوهام بالوقائع، الأساطير بالتاريخ، لكن الرسالة دون قصد من الكاتب تشى بحالة فزع وقلق بالغة أصابت المجتمع الإسرائيلى فى القلب، حتى لو كانت مكتومة أو مغلفة بحرب إبادة جنونية على غزة، حالة وصلت إلى أن يدعو الكاتب الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى أن يعيشا جنبا إلى جنب، لا واحدا على حساب الآخر.
يبدو أن هذه الحالة قلبت الحسابات القديمة والأفكار التى شاعت فى السنوات الأخيرة عن «موت القضية الفلسطينية» على الطريقة الصهيونية، واقتراب إسرائيل من كرسى العرش مع الدول العربية استثمارا وتعاونا ومحبة، والدخول إلى المغارة المكدسة بالغنائم والكنوز: ذهب، مرجان، ياقوت..شكرا لك يا أونكل سام!
وبدلا من شكر العم سام، قفزت هذه العبارة «شعبان جنبا إلى جنب، لا واحد على حساب الآخر»، عكس كل ما عملت عليه الصهيونية – ومازالت تعمل- منذ وعد بلفور فى نوفمبر 1917. هذه العبارة استوقفتني، بالقطع هى عبارة حكيمة رائعة إنسانية، فيها المفتاح السحرى لحل المسألة برمتها، لكن الكاتب لم يسأل نفسه السؤال الساذج: ما الذى يمنع هذا المفتاح أن يعمل ويفك كل الصدأ الدموى المتراكم فى باب السلام؟.. وهل الفلسطينيون هم السبب؟
فى فيديو منشور للرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر على اليوتيوب يقول: لا يريد الأمريكان ولا أكثر الإسرائيليين أن يعرفوا ما يجرى فى الداخل الفلسطيني، ولن يقوما بتعريف المعاناة الفلسطينية، أنه اضطهاد رهيب لحقوق الإنسان، أنه يتجاوز بمراحل ما يمكن أن يتخيله العالم الخارجي، وهناك قوى سياسية قوية فى أمريكا تمنع اى تحليل موضوعى للمشكلة فى الأرض المقدسة، إنها مشكلة معقدة ومُسَاء فهمها، أعتقد أنه من الدقة أن نقول بإنه لا يوجد عضو واحد فى الكونجرس يطالب إسرائيل بالانسحاب إلى حدودها القانونية، يضاف إلى ذلك ما تعمله منظمة إيباك، وهى مجموعة أمريكيين إسرائيليين مهمتها دعم سياسات الحكومة الإسرائيلية، وهى لا تهتم بالسلام، وإنما بالحصول على أقصى دعم من أمريكا، فى البيت الأبيض فى الكونجرس فى وسائل الإعلام.
هاهو رئيس أمريكى سابق، كان راعيا لمعاهدة كامب دافيد المصرية الإسرائيلية، يعترف وهو فى التاسعة والتسعين من عمره، أى يقترب من خط النهاية، متحررا من أى ضغوط وأطماع تحده عن القول بإن الفلسطينيين ضحايا للأمريكان والإسرائيليين معا. لكن الكاتب الذى يزعم أنه عربى فلسطينى إسرائيلي، وهى تركيبة عرقية ضد المنطق والطبيعة، يبتلع الحقيقة، ويبعث برسالته إلى «المناضلين التقدميين من أجل الحرية لتحريرى أنا العربى الفلسطينى أو عربى 48»، ويقول: أود أن أصدق أنك لا تفهم حقا معنى الترنيمة (من النهر إلى البحر فلسطين سوف تتحرر)، بالطبع لن تفسرها على أنها حماقة مطلقة لا أكثر، لأنك إذا فهمتها، فأنت تدعو فى الأساس إلى إبادة إسرائيل وبلدي، وكان من الممكن أن تردد شيئا مثل «فلسطين وإسرائيل جنبا إلى جنب)، لتجدنى بجانبك إلى جانب العديد من إخوتى اليهود هنا فى إسرائيل. الرسالة تمضى على هذا المنوال الكاذب وينسب «نية» الإبادة إلى الفلسطينيين، بينما الإسرائيليون يمارسون فعل الإبادة كل يوم من 75 سنة، وأبسطها أنهم يشطبون وصف فلسطينيين عن أهلها الذين تمسكوا بالأرض ولم ينزحوا منهم أبدا، ويستخدمون وصف (عرب 48)، لأن كلمة فلسطينيين تخص أناسا بعينهم على مساحة محددة من الأرض، أى تمثل وخزة فى عقولهم وعتمة على مستقبلهم، أما عرب فهى وصف عام لبشر على مساحة عريضة من الأرض.. والسؤال: هل يسمح الإسرائيليون لفلسطينيى 48 بالعيش جنبا إلى جنب، حقا بحق، وواجب بواجب؟
قطعا لا يعرف «لوِّى هاج» السيدة سهير حمدونى ولا الدكتور عبيد سمارة، وهما فلسطينيان من اللد، تقول سهير لمراسل بى بى سى العربية: كلما خرجت وابنى من البيت وعدنا سالمين كأننا نولد من جديد، وبعدما تخلص هذه الحرب سنفقد كل شعور بالأمان، يا تري..ماذا سيفعل اليهود بآلاف الأسلحة التى وزعت عليهم؟، فى الحرب السابقة على غزة، هجموا علينا بالحجارة الثقيلة موجات متتالية، كأن زلزالا ضرب البيت. أما الدكتور عبيد فهو مهدد بالطرد من مستشفى هشارون بعد 16 سنة خدمة، أوقفوه عن العمل، واتهموه بوضع منشور على صفحته بالفيسبوك يساند الإرهاب، المنشور عبارة عن علم أخضر فيه حمامة سلام وغصن زيتون وعبارة «لا إله إلا الله..محمد رسول الله»، ونشره فى شهر يونيو 2022، أى قبل هجمات 7 أكتوبر بسنة وأربعة أشهر. حال السيدة سهير أو الدكتور عبيد هو حال مليون ونصف مليون فلسطينى فى الداخل، ولم تفكر إسرائيل أبدا فى حكاية الشعبين جنبا إلى جنب..فلماذا تسطع الفكرة الآن؟، وهل لها علاقة بقرار مجلس النواب الأمريكى بأن معاداة الصهيونية هى معاداة السامية، وهو قرار غبى سيعانى منه آلاف اليهود المعادين للصهيونية ويتظاهرون ضد إسرائيل!
ثمة جديد مختلف يفسر جنون إسرائيل فى حربها الإجرامية على غزة!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية