تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صور الطفل حمادة الكاشف..وسؤال عمر الشريف لبيجين!
ملحمة عظيمة نفتخر بها جميعا ويفتخر بها أجيالنا، هي الاحتفال باليوبيل الذهبي لذكرى حرب العزة والكرامة، ذكرى ذلك النصر العظيم الذي قام به قواتنا المسلحة البواسل، وأثبتت قدرة جيشنا على فعل المستحيل بمساندة الشعب المصري العظيم، تحية إعزاز وإجلال بقواتنا الشجعان جوا وبرا وبحرا.
ونذكر في الذكرى الـ50 للحرب العظيمة، أن هناك العديد من المجاهدين الذين ساهموا ببطولاتهم في خدمة الجيش المصري قبل نصر أكتوبر العظيم، ومنهم الطفل "ماهر حمادة إبراهيم الكاشف"، من رموز العمل الوطني من أهالي أرض الفيروز سيناء الغالية، الذي تلاعب بإسرائيل قبل حرب أكتوبر.
وهو، قدوة ليس لشبابنا ولكن لأطفالنا، حيث كان أحد صغار الجواسيس المصرية، بدأ من سن 12 عاما، القيام بمهمة جليلة للوطن، قبل حرب النصر والعبور العظيم، وتمثلت في تصوير كل خطوط ومواقع العدو، خلف خط برليف.
وهو راعي أغنام صغير السن، وكان من الصعوبة دخول رجل كبير المنطقة ورصد تحركات العدو، ليتولى ذلك الطفل تلك المهمة، والدخول للموقع وتحديد كل ما فيه من إمكانيات من أماكن المدفعية والذخيرة والمبيت وكل نقاط المواقع وإبلاغ القيادة المصرية أولا بأول وأي تغيرات أو مناورات على خط القناة حتى تم التجهيز ورسم مسرح العمليات حتى تم العبور.
وتم تكليفه وهو في ذلك السن الصغير، من جهاز مكتب الخدمة المصرية الخاص للاستطلاع، حيث نشأ في أسرة وطنية، وكان والده يستضيف كبار القيادات من المخابرات المصرية، بصفته رئيس منظمة سيناء العربية، وكان الطفل ماهر، لا يفعل سوى العمل على خدمة الضيوف، وفي إحدى الزيارات سأله أحد القيادات نفسك إيه من مصر؟
رد عليه ماهر الكاشف، نفسي في كاميرا صغيرة وبالفعل جاءت له وعندما علم القيادي المصري، أنه محترف التصوير، من هنا بدأت خطوات التكليف، حيث تم إعطاؤه جهاز خاص صغير للتصوير وتم تدريبه على الجهاز لمدة 10 أيام، كما يحكي ماهر الكاشف بنفسه، وقام بالمهمة ودوخ اليهود حيث كان مطلوبًا حيا أو ميتا لديهم، حيث كان كالزئبق لا يتمكنون من اللحاق والإيقاع به.
ونجح في أداء مهمته قبل الحرب واستمر فيها حتى بعد النصر، ولكن نجحت القوات اليهودية في اعتقاله عام 1976.
ودائما بلادنا لا تنسى أولادها، حيث قامت مصرنا العظيمة باسترجاعه من خلال استبداله مع بعض الأسرى من الجانب الإسرائيلي.
كما تم تكريمه وحصل على نوط الامتياز من الرئيس مبارك، بعد تحرير أرض سيناء بالكامل ورفع العلم في 25 إبريل عام 1982.
ونذهب إلى القوة الناعمة الفن، ودورها في مرحلة السلام ما بعد الحرب، حيث قام الفنان العالمي "عمر الشريف" بدور تاريخي في "اتفاقية السلام" بين مصر و"إسرائيل"، بطلب من الرئيس الراحل أنور السادات آنذاك.
حيث كان رجل الحرب والسلام، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يستعد للذهاب إلى إسرائيل للدفع بالسلام، ونظرا لأن الرئيس السادات كان سابق زمانه بخمسين سنة، اختار الفنان العالمي عمر الشريف، وهو أساسا يهودي مصري وأسلم بعد ذلك وكان الاختيار عبقريا.
وحينما كان عمر الشريف، في باريس تلقى اتصالًا من الرئيس السادات، يسأله فيه "لو رحت إسرائيل حيرحبوا بيا؟". وأجاب الشريف بتلقائية لا أعرف، فطلب منه السادات أن يسأل رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت "مناحيم بيجن" بنفسه، عن طريق أصحابه اليهود الذين يعمل معهم في أميركا.
وفوجئ عمر الشريف بالمأمورية الصعبة، ولكن قام بتنفيذها حيث ذهب إلى السفارة الإسرائيلية في باريس وطبعا كان من الفنانين المشاهير، وطلب من السفير أنه يرغب في الحديث مع "مناحيم بيجن"، وكان بالنسبة للسفير طلبا غريبا، ولكن أزال الفنان عمر الشريف دهشة السفير، وقال له "قول لمناحيم بيجن إن الرئيس السادات باعت له رسالة".
وعلى الفور قام السفير بإجراء الاتصال وبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأعطى التليفون للفنان العالمي، وأوصل رسالة السادات، من خلال سؤاله "لو سافر السادات إلى إسرائيل من أجل السلام، كيف تستقبلونه هناك؟" فأجابه بيجن بثلاث كلمات "سنستقبله استقبال المسيح".
وكانت تلك الإجابة بمثابة الدعم للرئيس الراحل رجل السلام لزيارة إسرائيل 1977، في القدس ومخاطبة الكنيست، لمحاولة دفع عملية السلام الإسرائيلية العربية حيث التقى كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء مناحيم بيجن.
أولستم تتفقون معي، أن هناك الكثير والكثير من قصص البطولات التي حفرت بأعمالها المخلدة على مر الزمان، في حرب النصر سواء داخل الحرب أو خارجها، فمهما كان العمل فكانت له آثار ملموسة في انتصار بلدنا وقهر أسطورة العدو الذي لا يقهر، لتكون دائما نبراس وقدوة أمام شبابنا لحماية بلادهم على الدوام!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية