تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التفكك الأسري.. والإرهاب
ليس من الطبيعي أن تتزايد نسب الطلاق بصورة ملحوظة خاصة بين الشباب حديثي الزواج، لتتفكك الأسر ويصبح الطلاق من الظواهر المقلقة والغريبة على مجتمعنا، ولتنتهي 25% من حالات الزواج بالطلاق.
ولا جدال في أن هذه الظاهرة تترك الكثير من الآثار السلبية والضارة بسلامة المجتمع وتماسكه، والأكثر من ذلك فإن زيادة معدل الطلاق ينتج عنه بعض الأمراض والمشاكل النفسية والاجتماعية والأخلاقية، خصوصًا على النساء والأطفال.
وهنا تكمن الخطورة، أن يصبح أطفالنا عرضة لتلك الظاهرة والزيجات الفاشلة والمتسرعة، وليتكون لدينا نشئًا مفكك أسريًا، بما له من انعكاسات سلبية على المجتمع من تفشي الجريمة والإرهاب، نتيجة عدم التربية وسط أسرة ترسخت فيها مبادئ الحب والانتماء.
ومن المعروف أن الهدف من الزواج هو بناء أسرة متماسكة، وبالتالي تكوين ذرية صالحة، فإذا انتهى الزواج بالطلاق فإن هذا يؤدي إلى خلاف الأهداف المرجوة منه فتتكون ما يشبه القنبلة الموقوتة التي تهدد أمن المجتمع وسلامته.
فهل يعقل أن يشهد مجتمعنا حوالي 245.777 ألف حالة طلاق العام الماضي، مقابل 222.36 ألف حالة في العام السابق، أي بنسبة زيادة قدرها 14.7%، بينما في المقابل هناك نسبة نمو طفيفة في عقود الزواج خلال نفس الفترة بلغ 880.41 ألف حالة، مقابل 876.15 ألف حالة في العام السابق، أي بمعدل زيادة 0.5% فقط.
ومن المؤسف والغريب في نفس الوقت، أن أعلى نسبة طلاق سجلت في الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة، أي التي من المفترض أنها متميزة بالنضوج الفكري والعقلي، وتقدر معنى أهمية الزواج والاستقرار الأسري، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن عدد شهادات الطلاق بين تلك الفئة العمرية بلغ حوالي 342.48 ألف شهادة، بنسبة 19.8% من إجمالي شهادات الطلاق، والأكثر من ذلك أن نسبة الطلاق في أول سنة زواج تصل إلى ٨٢.٥٪ في محافظة القاهرة تحديدًا، وهي أعلى نسبة في العالم.
واستخلصت نتائج البحث والدراسة، أن أكثر الأسباب وراء حالات الطلاق هي ضعف ثقافة الزوجين، بمعنى الحياة الزوجية وأسس استمراريتها، وبالتالي هي مسؤولية الزوجين لضعف تلك الثقافة، ومن قبلهما مسؤولية المجتمع الذي لم يركز على نشر تلك الثقافة بين أبنائه وبناته، لتكوين الأجيال الصالحة القادمة.
كما أننا في حاجة إلى تطوير وسائل التوعية باستخدام المسلسلات الهادفة، التي تنمي الارتباط والأصول الأسرية الهادئة، بدلاً مما نراه من مستويات متدنية وبلورة لقاع المجتمع على أنه الوضع الحالي والطبيعي.
ومن هنا أصبح من الضروري التوسع في إعداد برامج للتوعية الأسرية والمجتمعية، لتأهيل وتدريب المقبلين على الزواج، في محاولة لمواجهة تلك الظاهرة، ولذلك كان من الضروري الإشادة بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الذي تضمن برنامجه "التوعية الأسرية والمجتمعية"، وشعاره "أسرة مستقرة = مجتمعًا آمنًا"، والذي يقدم دورات مجانية لتأهيل وتدريب المقبلين على الزواج، يحاضر فيها نخبة من المحاضرين المتخصصين الشرعيين والنفسيين للتوعية بمفهوم الأسرة وأهدافها، وسبل تكوينها بشكل سليم، وأيضًا التعريف بشكل العلاقة الصحيح بين الرجل والمرأة، وضوابط تلك العلاقة، ومهارات التعامل بين الزوجين، وضوابط العلاقات الأسرية.
أيضًا جاءت من أهم أهداف تلك الدورات، العمل على تأهيل المقبلين على الزواج من حيث كيفية اختيار الإنسان لشريك حياته، والهدف من تكوين الأسرة دينيًّا ومجتمعيًّا.
أولستم تتفقون معي، أن هناك حاجة ملحة لمعالجة تلك الظاهرة، والعمل على تقليل حالات الطلاق، من خلال نشر الثقافة الزوجية، وزيادة الدورات التثقيفية في الحياة الزوجية قبل الإقبال على الزواج، والعمل على حل الخلافات بالحوار والتفاهم كوسيلة مهمة لحماية أطفالنا ومجتمعنا من الأفكار المنحرفة والمتطرفة؟
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية