مع اقتراب شهر رمضان الكريم، كل عام وحضراتكم بخير، بدأت تتزايد ظاهرة مافيا ارتفاع الأسعار، وهم عبارة عن أباطرة تحاول حجب السلع الغذائية المهمة عن الأسواق وتخرينها للعمل على ارتفاع أسعارها، بشكل مبالغ فيه وغير مبرر دون إدراك لمدى الضرر الذي يواجه المواطن من جراء ذلك التلاعب.


فلم تكتف مافيا الأسعار بالمضاربة في الذهب والدولار الذي نجحت  الحملات الأمنية المكثفة في ضبطهم، ولكن كانت المافيا الجديدة التي اخترقت سوق اللحوم الحمراء والبيضاء من دواجن وغيرها، ونجحوا بالفعل فى تحقيق أرقام غير مسبوقة في الأسعار تجاوز كيلو اللحوم 400 جنيه والدواجن 110 جنيهات، وذلك بسبب مافيا الأعلاف الحيوانية، الذين قاموا  بحجب مئات الأطنان من الأعلاف عن المربين اللازمة للماشية ومزارع الدواجن، من أجل رفع أسعارها وتحقيق أرباح مالية كبيرة، ونجحت الحملات الأمنية المكثفة في العديد من المحافظات من ضبطها.

حيث أسفرت بعض الحملات الأمنية عن ضبط القائمين على 14 مصنعا ومخزنا تعمل بدون ترخيص، وبداخلها حوالي  510 أطنان من الأعلاف الحيوانية بعدد من المحافظات، يقومون بتخزينها، بقصد حجبها عن التداول لبيعها بأزيد من السعر المقرر وتحقيق أرباح غير مشروعة.

 

ولم يكتف الأباطرة بذلك، بل بدأ البعض في الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي واستغلال إخفاء السلع عن السوق وخاصة الأرز والسكر والدقيق، من خلال قيام صاحب أحد الحسابات الشخصية على الفيسبوك،  بنشر إعلان وهمي للترويج لبيع أطنان من السكر بمقابل مادي محدد.  ومع بدء الشكاوى من مصداقية ذلك الشخص وتدخل الجهات الأمنية، تبين أن صاحب ذلك الحساب عاطل عن العمل يقيم بمحافظة قنا، وسبق اتهامه في 6 قضايا ومحكوم عليه في 5 قضايا أخرى، وأن ذلك الرجل ذا السوابق، كان يحاول النصب على رواد فيسبوك، حيث لم يستدلِ على حيازته لأي كميات من السكر أو أي مواد تموينية، وإنما قام بذلك بغرض الحصول على مبالغ مالية والنصب على الراغبين في الشراء من خلال إرسالهم مبلغا مقدما "عربون" قبل إتمام الشراء، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.


ومن هنا أصبح ضروريًا توعية المستهلك لمواجهة أباطرة الأسعار، بمقاطعة السلعة التي تتجاوز سعرها الحد المقبول مثل اللحوم والدواجن لفترة حتى يلحق الضرر بهؤلاء المتاجرين بقوت المواطن.

في المقابل التوجه نحو معارض الدولة التي تقيمها  لمحاربة أباطرة الأسعار.. ومنها معارض أهلا رمضان 2024 التي أطلقتها الدولة منذ أيام قليلة، ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية بمختلف محافظات الجمهورية،  والتي سيتوافر  فيها اللحوم المجمدة والطازجة عبر منافذ المجمعات الاستهلاكية وفروع الشركات التابعة بأسعار مخفضة، إلى جانب  ضخ السلع الأساسية بتخفيضات تتراوح بين 25 و30% عن مثيلاتها في الأسواق، كما تشارك الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة للوزارة بمعارض أهلا رمضان من خلال 30 شركة تابعة لها، بالإضافة إلى 146 شادرًا أيضًا.

ولضمان تغطية كل المحافظات يتم تنسيق بين وزارة التموين والاتحاد العام للغرف التجارية والمحافظين لإنشاء المعارض السلعية بصفة دورية، وإتاحة السلع للمواطنين بأسعار مناسبة.

هذا إلى جانب منافذ القوات المسلحة ووزارة الداخلية، التي يتوافر فيها السلع أيضًا بأسعارها المخفضة وضمان جودتها.

ألستم تتفقون معي أن هناك حاجة للتكاتف جميعًا لمحاربة أباطرة الأسواق واستغلال المواطنين، لتحقيق رغباتهم الجشعة في تحقيق أرباح غير مشروعة، وضياع مجهودات الدولة نحو دعم وحماية المواطن.