تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
روح انتصارات المصريين فى حرب العبور
لم تكن انتصارات المصريين فى حرب العبور المجيدة إلا نتيجة لتلاحم تام بين الجيش مع الشعب المصرى. وها هو شهر أكتوبر يطل علينا فنستعيد معه مشاعر ومشاهد انتصار لا تزال حية تنبض فى القلب والعقل معا كأنها حدثت بالأمس القريب.
ان هذه اللحظات العظيمة التى امتزج فيها الإحساس بالفخر مع الفرحة بجيشنا وأبطالنا الذين حققوا المستحيل كانت فى حقيقتها حصيلة بطولة أبطال جيش ووقوف الشعب المصرى بجميع طوائفه معه يدا واحدة. واتذكر ان كانت قبلها قد بدأت مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وحرب الاستنزاف بعد نكسة يونيو 1967، كما تم جمع تبرعات من الشعب وأتذكر ان السيدات المصريات قد تبرعن بمصاغهن فى حملة إنسانية وطنية لإعادة بناء الجيش المصرى.. وتم على أثرها بناء الجيش وصمد الشعب المصرى وراء قيادته السياسية واصطف الجميع معا وهكذا اتخذ الرئيس محمد أنور السادات قرار الحرب التاريخيّ باسترداد الأرض وعبور القناة بتضحيات وصمود وبطولة الجيش ومعه الشعب وتحقق الانتصار على الإسرائيليين الذين كانت تدعمهم أمريكا.
ثم توقفت الحرب فى يوم 24 أكتوبر 1973 وبعدها جاءت زيارة الرئيس السادات الى القدس وتوقيع اتفاقية السلام وتمت المفاوضات بين مصر وإسرائيل، وتم استرداد آخر شبر من طابا فى 19 مارس 1989.
وهكذا كان التلاحم بين القيادة السياسية والجيش والشعب هو مفتاح الانتصار فى حرب العبور.. واليوم اذ أتوقف عندها فذلك لأننا نواجه أحداثا خطيرة تحدث فى منطقتنا العربية منذ «طوفان الاقصى» فى 7 أكتوبر من العام الماضى واندلاع حرب وحشية تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى بدعم أمريكى كامل وتام.. وفيما نواجه منذ ذلك الوقت مخططا إسرائيليا أمريكيا شرسا لتغيير وجه المنطقة العربية فانه لا سبيل أمام مصر إلا الانتصار والصمود وعبور كل التحديات الخطيرة المحيطة بنا مما يتطلب منا وقفة وطنية، وان نكون يدا واحدة بكل فئات المجتمع من جنود ومثقفين وإعلاميين وفلاحين ومتعلمين وكبار وصغار وشباب.. وهنا أتوقف أيضا عند أهمية دور المرأة المصرية والتى وقفت دائما مع وطنها فى كل المحن والأوقات الصعبة والأزمات إذ عليها الآن ان تقف كالوتد الثابت مع أسرتها حماية ودعما لأمان الوطن والجبهة الداخلية..
وهذه الأحداث الخطيرة وتصاعدها فى الآونة الأخيرة قد جعلت الرئيس عبدالفتاح السيسى يقوم بدور محورى وواضح للعالم, مطالبا باستعادة حقوق الشعب الفلسطينى وإيصال المساعدات والمشاركة فى المفاوضات لاسترداد الرهائن.. وأكد بوضوح ان حدود مصر خط أحمر, وانه لا مساس بسيادة مصر على أراضيها وأيده الشعب المصرى تأييدا تاما فى موقفه المدافع عن السيادة المصرية، ويقف الجيش المصرى درعا للوطن وحافظا لحدودنا..
وعلينا أن ندرك إننا الآن ونحن نحتفل بمرور 51 عاما على انتصارات حرب العبور 1973، إننا أحوج ما نكون الى إيقاظ روح هذه الانتصارات العظيمة التى كانت بداخلنا ونحن صغار وإيقاظ مشاعر الولاء والانتماء والوطنية داخل قلوب الشباب أيضا والذين لم يعاصروها.
إننا فى حاجة إلى تحمل الصعاب الحالية وتأجيج روح الصمود واستلهام روح حرب العبور المجيدة التى أدت إلى انتصارات عظيمة على الجيش الإسرائيلى والدعم الأمريكى الذى يقف وراءه..
ومما يجعلنى أتوقف اليوم أمام هذه اللحظات المجيدة من تاريخنا ما حدث منذ أيام من وضوح الرؤية فى المخطط الإسرائيلى - الأمريكى والذى وضح فى خطاب نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الأخير أمام الأمم المتحدة حيث يتم تضليل حقيقة الحرب الوحشية الإسرائيلية فى قطاع غزة على الفلسطينيين وبدعم أمريكى كامل وجرائم الابادة الجماعية التى تقوم بها ضد الفلسطينيين حتى تجاوز عدد الشهداء 50 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، هذا بالاضافة إلى الجثث تحت الأنقاض بعد هدم البيوت على رؤوس أصحابها، وبالإضافة إلى هدم المستشفيات وقتل الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والتجويع وعرقلة دخول المساعدات والاغذية وقطع الكهرباء والماء.
وبينما يظهر الموقف المصرى واضحا فى المطالبة بحقوق الشعب الفلسطينى والدفاع عن القضية الفلسطينية واستنهاض المجتمع الدولى لوقف إطلاق النار فان هذا المجتمع الدولى نتيجة لتحالف الغرب الداعم لاسرائيل من امريكا وإنجلترا وفرنسا لم يتحرك لمنع جرائم نيتانياهو وحكومته وجيشه ومحاسبته. ولم يتم اتخاذ اى خطوات فعلية حتى رغم ادانة محكمة العدل الدولية لجرائم إسرائيل فى غزة..
ومن هنا فان حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان او حرب العبور التى نحتفل بها هذا الشهر كانت وستظل فخرا لمصر وانتصارا مستحقا لنضال ووطنية جيش وشعب مصر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية