تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > منى رجب > حرية الوطن قبل حرية الفرد

حرية الوطن قبل حرية الفرد

إن الحرية ضرورة فى حياة الفرد ليشعر بكرامته وليحقق ذاته وقدره فى المجتمع الذى يعيش فيه.. وهى مجموعة الأفعال والممارسات التى يقوم بها تبعا لتفكيره وقدراته.. إلا انه رغم كونها من ضرورات النظام الديمقراطى فإنها الآن فى تقديرى وفيما نواجهه من تحديات ومخاطر فى منطقتنا فانه فى نفس الوقت تتطلب ضرورات مصاحبة، فالحرية فى وضعنا الراهن تعنى المسئولية عن أفعال وممارسات وأقوال كل منا، بحيث لا تضر بحريات الآخرين،

والحرية تقف عند حدود الآخرين بحيث لا تأتى على حساب حريتهم.. ولها أيضا تبعات بما يعنى أن مفهوم الحرية ليس مفهوما مطلقاً، ولكنه له ضرورات وله أيضا تبعات قد تقع بعد ممارسة هذه الحرية على أفراد المجتمع أو الدولة ككل.. وأعود لبدء مفهوم «الحرية» فهى كلمة قد تعددت تعريفاتها وظهرت كمصطلح وورد تعريفها فى إعلان حقوق الإنسان الصادر فى ١٧٨٩ ..
وهى بذلك تعنى حق الشخص فى فعل ما لا يضر بالأشخاص، كما كان لها تفسيرات متعددة عند الفلاسفة والمفكرين والأدباء..
فيقول سقراط مثلا إنها تعنى كيفية اكتساب المعرفة والحكمة دون الاتكال على الآخرين، أى بمعنى اعرف نفسك بنفسك..
ويقول أرسطو: إنها آلة عقلية تعلم الإنسان الذى يتبعها الصح والخطأ، وهى تساعده فى تحرير عقله من القيود للوصول إلى الحقيقة الصحيحة..
بينما يقول أفلاطون: إنها تصل بالإنسان نحو المثل والوصول إليها دون أى مصاعب فى طريقه..

وفى الفلسفة الوجودية: هى مجموعة متكاملة من الأفعال والممارسات التى تكمل بعضها البعض فى جميع نواحى الحياة بهدف الوصول الى نظام متكامل فى الحياة الإنسانية..

 

وإذا كانت الحرية مطلبا إنسانيا ومن حق المواطن فى وقتنا فضلا عن أنها من ضرورات الحياة فى عصرنا الحديث، ولا يختلف على ضرورتها أحد فإنها لكى تؤتى ثمارها فإنها تستوجب أيضا ان يمارسها الإنسان بطريقة صحيحة وعلى ألا تتعارض مع قوانين الدولة والأخلاق..

ومن الضرورى ألا تؤدى حرية الفرد او الجماعة إلى تهديد أركان الدولة او نشر الفوضى وإلا سيستتبعها الإضرار بالوطن ككل .. ومن هنا فإن هناك أوقاتا تنذر بالخطر ولابد أن نضع فيها حرية الوطن وكرامته قبل حرية الفرد أو المواطن..

وفيما نحن نشهد منذ أكثر من ٧ أشهر حربا وحشية ودموية فى قطاع غزة وجرائم حرب مروعة ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وحاليا فى مدينة رفح.. واتساقا مع ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى من جهود مضنية وحثيثة ومواقف شجاعة وواضحة لحماية الأراضى المصرية فى سيناء، والسعى لوقف القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وما أدلى به من تصريحات أمام العالم بالموقف المصرى تجاه هذه الحرب، مؤكدا أنه لا مساس بشبر من أرض سيناء حينما أدرك الخطة الإسرائيلية لدفع التهجير القسرى للشعب الفلسطينى نحو جزء من أرض سيناء فى اتجاه الحدود المصرية وتصفية القضية الفلسطينية ككل..

فإنى أتوقف هنا عند ضرورة حماية حرية الوطن وسيادة أراضيه، وان نضع حرية الوطن قبل حرية المواطن وان نقف يدا واحدة مع القيادة السياسية التى تقف بالمرصاد لحماية الأراضى المصرية وتقوم بمشروعات قومية عملاقة لبناء وتعمير أرض سيناء الغالية..

والآن فإن الحفاظ على مصرنا الغالية يتطلب منا جميعا بكل فئاتنا وأعمارنا، نساء ورجالا بالتكاتف،
وأطالب كل امرأة مصرية بشكل خاص بأن تكون درعا لحماية الجبهة الداخلية باعتبارها صمام أمان للحفاظ على هذا الوطن وترمومتر التقدم به، كما أطالبها بتحمل المسئولية الوطنية فى بيتها وبين أفراد أسرتها وفى مجتمعها للحفاظ على الوطن وان تدرك وان ندرك جميعا كأفراد ومواطنين ان علينا جميعا الآن ان نطرح خلافاتنا جانبا ونواجه الشائعات المغرضة والأزمة الاقتصادية وهواية النقد لكل شيء من بعض الفئات التى تجد فى النقد الهدام أداة للتسلية والنميمة حيث نجد أصواتا مغرضة ومدسوسة علينا تقلل من قدر الإنجازات القومية العملاقة والسريعة التى تمت فى السنوات الأخيرة ..

وهذه الممارسات تستهدف الإضرار بالوطن وشق المجتمع والتشكيك فى كل شىء، وكلها أصوات وممارسات بعيدة عن مفهوم الحرية أو المسئولية المجتمعية أو ضرورات الديمقراطية أو ضرورة حماية أرض الوطن وسلامة أراضيه واستقلالية قراره، وهى أصوات بعيدة عن الولاء للوطن إذ إن هدفها استهداف كرامة الوطن ومساعدة القوى الخارجية المعادية.. إن حرية الفرد هى فى حرية وطنه وكرامة الفرد هى فى كرامة وطنه ..

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية