تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > منى رجب > الأعياد والوعى المطلوب من الشعب

الأعياد والوعى المطلوب من الشعب

يجىء تزامن الأعياد المصرية معا سببا لنشر البهجة والتفاؤل على البيوت بما يعكس العروة الوثقى بين عنصرى الأمة اللذين يشكلان الشعب المصرى باستثناء فئة قليلة العدد من كارهى الوطن، والمتآمرين عليه. وأظهرت التهانى التى ملأت مواقع التواصل الاجتماعى بشكل لافت للنظر أن الشعب المصرى هو شعب محب للحياة وللبهجة وانه يريد السلام الاجتماعى والاستقرار والأمان للوطن، وان خير دليل على ذلك هو تهانى المسلمين لأشقائهم المسيحيين وفرحتهم بأحد الزعف ثم بعيد الميلاد المجيد والصور التى ملأت مواقع التواصل الاجتماعى والتى تجسد احد الزعف وأسبوع الآلام وعيد الميلاد العظيم .

ومن ناحية اخرى رأينا تهانى الاخوة المسيحيين التى انهالت على المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك، ثم ملأت مواقع التواصل الاجتماعى تهانى الجميع للجميع احتفالا بأعياد شم النسيم صباح يوم الاثنين وهو عيد فرعونى يحتفل به جميع المصريين جميعا منذ القدم وله طقوس معروفة ومستمرة يمارسونها منذ العصور الفرعونية وحتى يومنا هذا..

وهكذا تزامنت فى نفس الأسبوع الأعياد الثلاثة لعنصرى الأمة، عيد القيامة المجيد وعيد الفطر المبارك وعيد شم النسيم. ولاشك ان نسيج الوطن كما ظهر خلال الأيام الماضية هو نسيج فريد ومتماسك رغم محاولات مستميتة ومستمرة من أعداء الوطن ومن دعاة التطرف والتفرقة لبث الفتن وبث الكراهية بين عنصرى الأمة.

ومن الصدف أيضا التى أكدت التلاحم أن الصيام قد وحد العنصرين أيضا حيث صام المسلم والمسيحى فى مصر فى نفس اليوم وذلك يوم الجمعة الماضية حيث حلت الجمعة العظيمة التى يصوم فيها المسيحيون قبل سبت النور وعيد القيامة المجيد الذى حل الأحد ..وهو ما تزامن مع آخر جمعة من شهر رمضان المبارك, مما انعكس أيضا فى الكثير من المشاعر الطيبة التى ظهرت فى تعليقات المصريين على هذا التزامن الفريد، واعتبره الكثيرون فرصة لتأكيد المشاعر الطيبة المتبادلة بين العنصرين. ان هذا النسيج المجتمعى الفريد والمتماسك الذى طالما جمع بين المسلم والمسيحى فى كل ربوع مصر.
ومنذ العصور الفرعونية لابد ان نحرص على تماسكه ومتانته وعناصر قوته التى لم يغير منها الزمن، ففى ثورة الشعب فى ١٩١٩ ظهر الهلال والصليب معا وسار الشيخ والقس جنبا الى جنب مطالبين بالاستقلال التام للبلاد وجلاء الاحتلال الانجليزى عن مصر، وهو ما حدث فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ حيث تضامن المسلم والمسيحى وسارا كتفا فى كتف مطالبين برحيل الظلاميين من سدة الحكم، رفضا للتطرف والتشدد واتساقا مع طبيعة نسيج الوطن الذى يتكون من مسلم ومسيحى، تعايشا واختلطا وعاشا فى نفس الأرض ونفس الأحياء ونفس المبانى، وتبادلا خلال أسبوع واحد كما هائلا من التهانى بشكل طبيعى فى الاعياد.

ان هذا النسيج قد حاول المغرضون والمتطرفون وجماعات الظلام ان يشقوا صفه ووحدته وتماسكه وتمزيقه مع أحداث يناير ٢٠١١ ، وربما كان هذا التلاحم هو احد عناصر قوة واستمرارية مصر كدولة عريقة لها مكانة متميزة فى قلب العالم ولذلك كان بث الفتن بين المسلم والمسيحى هو احد الأهداف التى يحاول المتآمرون تحقيقها لإضعاف بنية المجتمع المصرى. اما عيد شم النسيم فهو عيد يتم الاحتفال به فى مصر منذ العصور الفرعونية من كل المصريين مسلمين ومسيحيين.

ولذلك لابد لأبناء الشعب المخلصين للوطن والحريصين على استقراره وأمانه الحرص واليقظة والوعى حتى لا يتم الانسياق وراء محاولات بث الفتن عن طريق نشر الشائعات المغرضة أو استغلال الازمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار لإثارة الغضب والحنق وإضعاف اصطفاف الشعب وراء قيادته والحفاظ على استقرار الوطن والتقدم به الى الأمام.

ولابد من أن أتوقف امام محاولات ممنهجة لشق الصف على وسائل التواصل الاجتماعى وظهور أسماء قديمة يعرفها الشعب المصرى لعبت ادوارا مشبوهة وعدائية لإثارة الشعب قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ وهى وجوه وأسماء كشفها الشعب لانها وجوه بغيضة الا أن كثيرا من الحقائق لم تكن معروفة وقتها لأن الأحداث تسارعت لتخريب مصر واستغلال دعوات الإصلاح وتمرد الشباب لاثارة عمليات التدمير وتنفيذ مخطط شيطانى كان يستهدف تقسيم مصر باثارة الفوضى وقتها، ثم حدث ما نعرفه كلنا وكلف مصر الكثير من الشهداء والجرحى والتخريب فى مواجهة تنفيذ مخطط وصول الاخوان الى حكم مصر وما تلا ذلك من جرائم واستخدام مرتزقة وخونة لبدء حرب إرهاب فى سيناء وفى مناطق عديدة ضد الوطن.. ورأينا التحالف الذى تم بين الخونة فى الداخل مع أعداء الوطن لتنفيذ مخطط التقسيم.. الا ان الشعب رفض الحكم الأسود المخضب بدماء الشعب والمتحالف مع الأعداء والجماعات التكفيرية لنشر الإرهاب فكان تفويض الشعب لوزير الدفاع وقتذاك عبدالفتاح السيسى لمحاربة الإرهاب وذلك فى ٢٧ يوليو ٢٠١٣ ، ثم عقب ذلك بدأت مرحلة البناء والاستقرار واستعادة أمان مصر على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تسارعت خطواته لتأسيس دولة مصرية حديثة واستعادة مكانتها وسط العالم الحديث.

وهنا لابد من ان يبرز دور المرأة المصرية مرة أخرى فى الحفاظ على استقرار الوطن وعبور التحديات الاقتصادية بنجاح، ورهانى اليوم يقع على وعيها باهمية الحفاظ على استقرار وامان الوطن وبث الثقة فى أبنائها والتمسك بوحدة ابناء الوطن وراء قيادتنا الوطنية التى لا تدخر جهدا فى حماية الوطن والمواطن..

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية