من المؤكد ان الحضارة الغربية بكل منظومة قيمها وافكارها التى بهرت الكثير منا على مدى عقود، وحتى منجزاتها التكنولوجية، خسرت الكثير من سمعتها ،وشعر المعجبون بها بالخزى بعد العدوان الاسرائيلى المجرم على اهل غزة، بسبب انحيازها المقيت لدعم ومساعدة اسرائيل فى الجرائم غير الانسانية التى ترتكبها، وكشف هذا الانحياز الواعى عن اكاذيب الغرب بشأن حقوق الانسان وحرية التعبير وأشياء اخرى كان كثير منا يعتقد باننا نتعلمها منهم ...

ومن المؤكد ان كثيرا من المثقفين العرب وغيرهم المعجبين بالثقافة والتقدم فى الغرب يراجعون موقفهم بجدية، وربما يشعرون بالخداع والحيرة من المواقف المخزية التى كشفت عنها الجرائم الاسرائيلية فى غزة...

وبعد ان كانوا يدافعون بكل قوة عن القيم الغربية، باعتبارها الاسمى والأرقى فى سلم التقدم الحضارى للبشرية، وأنه يتعين علينا ان نتعلم منها، اكتشفوا انها خادعة وكاذبة لان اساسها مبنى على عنصرية واستعمارية ولاتصلح لان تكون قيم عالمية يمكن للبشرية ان تتعلم منها او تسير على نهجها...

لقد جاء تأييد الغرب لجرائم الابادة التى ترتكبها اسرائيل بمثابة صدمة وخداع لكل معجب بقيم الحضارة الغربية وأفكارها، بل ان الامر لم يتوقف عند دعم اسرائيل معنويا، وتبرير عدوانها اعلاميا، ولكنه امتد الى تقديم المساعدات المادية والعسكرية لقتل المزيد من الفلسطينيين الذين تجرأوا واستخدموا حقهم فى الدفاع عن أرضهم المغتصبة، وكرامتهم التى تتعرض للاذلال يوميا،وعن عرضهم الذى تنتهكه قوات الاحتلال..

حتى عندما تطالب الامم المتحدة ومجلس الامن او بعض الدول المحترمة بضرورة وقف العدوان الاسرائيلى يرد هؤلاء بكل بجاحة بالرفض، لان اسرائيل تقول انه مازال فى غزة حمساوى واحد على قيد الحياة، ولابد من قتله اولا لانه ارهابى، وهناك منزل او عدة منازل مازالت قائمة ويختبئ بها مقاتلون من حماس، ولابد من هدمها ، وهناك مستشفى مازال يعالج جرحى فلسطينيين ويختبئ به مقاتلون، ولابد من هدم المستشفى حتى يموت كل جريح فلسطيني، لانه مشروع مقاتل اذا عاش ...حتى وان لم يهتم الغرب بخسارته الثقافية عالميا الا انه على المدى الطويل سوف تكثر الاصوات المعارضة لهم وتعلو فى كل مكان، لتقول لعنصريتهم وتعاليهم كفى ...لقد طفح الكيل منكم ...