نحن، اى العرب، نقدم للغرب النفط والغاز ونستورد منهم السيارات والطائرات، والاجهزة الكهربائية والآلات الميكانيكية وغيرها، مع ذلك لا يقدر الغرب كل تلك المساعدات التى ندعم بها اقتصاداته، ولايخشانا. وفى المقابل، يقدم الغرب بزعامة الولايات المتحدة دعما ماليا وماديا وعسكريا ومعنويا مذهلا لاسرائيل التى يبدو للبعض انها لاتقدم لهم شيئا مفيدا وانما طوال الوقت وهى تحصل على المساعدات والحماية ، حتى السلاح والتكنولوجيا بالمجان والدعم الاعلامى الفاجر حتى ولو كان بالأكاذيب ...

كيف خلق اليهود من فكرة معاداة السامية بعبعا يجلب لهم التميز والاحترام والحماية ، ولاسرائيل ذهبا وفضة من الغرب ، ويستخدمون هذا البعبع طوال الوقت لابتزاز ليس فقط الحكومات وانما المؤسسات العلمية والاعلامية، ووصل الامر الى درجة ان المواطن الامريكى يستطيع ان ينتقد بل ويهين الرئيس وعلم الدولة لكنه لايجرؤ على انتقاد اسرائيل او اى مؤسسة يهودية فى العالم ،

ليس المواطن الامريكى وحده هو من لايمكنه ان يتجرأ وينبس بكلمة ضد اى سياسة اسرائيلية حتى ولو كانت متطرفة وبربرية مثل الجرائم التى ترتكبها حاليا فى غزة ضد اطفال ونساء ابرياء وشعب اعزل ... وانما ايضا كل شعوب وحكومات الدول الاوروبية لاتجرؤ على ذلك ، بل والمذهل ان دولا كبرى فى آسيا لاتربطها باسرائيل اى افكار دينية او عقائدية مثل الهند والصين واليابان ، ولاتجرؤ هى الاخرى على انتقاد اسرائيل والجرائم التى ترتكبها فى المنطقة ...طبعا نعرف الاجابة ، هو الخوف من اغضاب امريكا، والحرص على مصالحها مع الدول الاوروبية ... أليس ذلك شيئا مذهلا ؟!

كيف نجحت جماعة من الشتات تتوزع فى ارجاء المعمورة ولا يتجاوز تعدادها ال 15 مليون نسمة، او اقل من 0٫2٪ من تعداد العالم ان يكون لها تلك السطوة والسيطرة على قرارات الحكم فى كل الدول الغربية، وبالتالى تحكم العالم...

هل هى عقدة الهولكوست فقط كما يبرر البعض ، هل لان اللوبى اليهودى نافذ ومؤثر فى كل اجهزة ومؤسسات الدول الغربية، ام لان قادة اليهود فى الغرب نجحوا خلال القرنين الـ18 ، الـ 19 الميلاديين فى دمج افكار ومعتقدات الديانتين اليهودية والمسيحية بصورة مذهلة وكان المنتج ـ كما يقول الخبراء ـ ما يمكن ان تقول عنه إنه دين جديد تسيطر عليه الافكار اليهودية التى تمجد من انصارها باعتبارهم ابناء الرب المختارين!.