سارع الكثيرون بانتقاد فتى مصر الذهبى، كما أطلقت عليه منذ اكثر من 10 سنوات، محمد صلاح، وحملوه وحده، الاداء الهزيل الذى ظهر عليه المنتخب الوطنى فى مباريات كأس الامم الافريقية المقامة حاليا فى كوت ديفوار، وتناسوا الاخطاء الكارثية للمدرب الذى كان يجرب اساليب وطرقا عجيبة لاول مرة فى بطولة قارية مهمة بهذا الحجم، من المفترض انه استعد لها وعرف من خلال تلك الاستعدادات الخيول الرابحة والخطط التى سوف تحقق له المكسب...

وتناسوا ايضا الاخطاء الساذجة التى وقع فيها لاعبو الدفاع وحارس المرمى، والعشوائية التى بدا عليها لاعبو الهجوم وكأنهم هواة، المحلية تقيد اقدامهم، والتمريرات غير الدقيقة التى تعد العيب الرئيسى فى اداء المنتخب...

فى النهاية صلاح، مجرد لاعب من بين 11 لاعبا... صحيح اننا نعول عليه كثيرا فى قيادة زملائه، ونأمل ان يكون موفقا دائما فى كل مباراة ويسجل الاهداف او يلعب تمريرات حاسمة تساعد زملاءه فى تسجيل الاهداف، وننسى انه مراقب ومحاصر من لاعبى الخصوم، حيث يضع مدربو الفرق المنافسة خططا خاصة ويحددون لاعبين معينين خصيصا لمراقبته ومحاصرته، بعد ان بدا لهم انه السبب الرئيسى لتسجيل اهداف المنتخب المصرى، سواء سجل هو بنفسه او لعب تمريرات حاسمة لزملائه .

ولو كنت دقيق الملاحظة وتتبعت تمريرات صلاح ومدى دقتها مقارنة بزملائه لعرفت الفرق بين اداء هذا اللاعب الموهوب وبينهم .

وعبر تاريخهم الممتد لاكثر من 7 آلاف عام، وحتى الآن كان ايمان كثير من المصريين كبيرا بنظرية الرجل الواحد الفرعونية الذى يستطيع تحقيق المعجزات او التسبب فى الكوارث التى تحل بالبلاد ... ولم تتح لهم فرصة العمل الجماعى او العمل بروح الفريق، فالفرعون هو الإله وكل من حوله لاقيمة لهم، بدليل اننا، عبر تاريخنا، لم نعرف من المصريين القدماء سوى الفرعون، ولم يكن لعامة الشعب فى غالب الاحيان دور، او دور محدود فى اطار اهداف الفرعون...

وهكذا يفكر كثير من هؤلاء الذين سارعوا بانتقاد صلاح... حرام ان يحمل البعض هذا الفتى الرائع فوق ما يحتمل، لابد أن نعرف أن التوفيق فى كرة القدم وفى كل شىء هو منة من عند الله، واعداد جيد، ليس هناك لاعب فى العالم يلعب بنفس الاداء الرائع او السيئ فى كل المباريات...ارحموا صلاح ودعوه لحاله، ليتألق ويبدع من اجل مصر، فالضغوط عليه لن تجلب الا المزيد من سوء الاداء.