تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
من أسرار تقدم اليابان !
أحد العوامل الرئيسية فى تقدم اليابان هو أنهم شعب عملى وتجارى ويسعى بقوة وراء ما يحقق مصالحه ومنفعته حتى لو كانت فى أيدى الاعداء!
وعندما بدأت البلاد طريق التقدم منذ العام 1868، عقب اصلاحات عهد الميجى، كان تطوير الصناعة هو أهم هدف للعهد الجديد، مدفوعا بالخوف من الوقوع فى براثن الاحتلال الاوروبى الذى زحف فى ذلك الزمان على كل بقعة فى الكرة الارضية واخذ الاوروبيون يقسمون الدول فيما بينهم، من آسيا الى افريقيا وامريكا اللاتينية.
وعندما أوفدت الحكومات اليابانية المتعاقبة البعثات الى اوروبا والولايات المتحدة، كان هدفهم الاول هو الاطلاع ونقل كل ما هو جديد فى الصناعة، وكل منتج جديد، وكيفية صناعته، وهناك تقارير كثيرة تشير الى ان اليابانيين كانوا يذهبون للغرب ويشترون الماكينات والمعدات الصناعية ويتم تفكيكها وارسالها الى اليابان لدراستها والتعلم منها ثم كيفية تقليدها اى صناعة نسخة جديدة مشابهة، وشمل ذلك كل مجالات الصناعة انذاك، خاصة الصناعات العسكرية!
ليس ذلك فقط، فقد كان هناك مترجمون موفدون من الحكومة مهمتهم ترجمة كل كتاب يصدر عن التطورات الصناعية فى اوروبا وامريكا، وارساله الى طوكيو لكى يتعلم منه المهندسون والصناع ...
وما فعله اليابانيون، كان محمد على باشا والى مصر فى الفترة من 1805، وحتى 1827، قد سبقهم اليه، وحاول النهوض بمصر فى مختلف المجالات خاصة من خلال التركيز على تحقيق التقدم الصناعى، وبالذات فى المجال العسكرى، ولكن بعد رحليه تكالبت الدول الاوروبية على مصر وعمدوا الى افشال تجربة محمد على باشا فى التقدم،
فهم لايريدون، ولن يسمحوا بدولة متقدمة على الضفة الاخرى من البحر المتوسط، ولا فى اى مكان آخر خارج اوروبا وامريكا ... وحشوا عن عمد افكار حكام مصر الذين جاءوا بعد «الباشا» بضرورة التركيز على الفن والأدب والطب، وانها اهم كثيرا من الصناعة والتقدم فى المجالات العسكرية،
وهكذا تم القضاء على ما أحرزته مصر من تقدم فى الصناعات فى عهد الباشا والسنوات القليلة التى تلت، وبدعم من شخصيات مصرية آمنت بافكار المستعمرين عن ضرورة الفنون والآداب، واسهم بعض المثقفين المصريين فى تعميق هذا الاتجاه،
وهكذا، بدلا من أن تسير مصر فى طريق التقدم على نهج «الباشا»« الواعى، تراجعت بعشرات السنين عن تحقيق التقدم الصناعى الذى هو قاطرة نهوض اى دولة تسعى لتحقيق تقدمها!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية