يسعى المسلمون فى اليابان منذ عقود إلى الحصول على قطعة أرض لعمل مقابر بها خاصة بالمسلمين الذين يتوفون هناك ولايكون هناك مجال لعودة جثثهم الى أوطانهم الاصلية، أو يرغب أهليهم فى دفنهم فى اليابان الدولة التى عاشوا مجمل حياتهم بها ...

ويقدر البروفيسور الفخرى فى جامعة واسيدا المعروفة أوكاى هيروفومى، فى دراسة له عدد المسلمين فى اليابان حتى عام 2024، بنحو 350 ألف مسلم ...وحاليا يكلف الحصول على مقبرة فى اليابان مبالغ طائلة لايستطيع تحملها أغلب المسلمين هناك.

واليابان الدولة البوذية الشنتوية كانت معدل حرق الجثث بها حتى الخمسينيات من القرن الـ 20 يتعادل تماما مع الدفن، أى أن النسبة كانت 50 % لكل من الدفن والحرق، وظلت عادة الدفن سائدة لعقود فى المناطق الريفية خاصة

...لكن حاليا،

وفى ظل الارتفاع المرعب لسعر الأراضى، أصبح الحرق يمثل نحو 99.9% من إجمالى أعداد المتوفين فى البلاد .

ويقول الكاتب سوزوكى كانتارو فى مقالة له على موقع نيبون، انه بالرغم من قانون المقابر فى اليابان لايحظر الدفن فى الأرض فإن عمليات الحرق أدت إلى تراجع كبير فى عدد المقابر المتاحة للدفن.

والواقع أن إحدى الجمعيات الإسلامية كانت قد تمكنت من الحصول على أرض لتكون مقابر للمسلمين فى جبال مدينة هيجى بمحافظة أويتا، الواقعة الى جنوب غربى اليابان فى جزيرة كيوشو، فى عام 2018، لتكون أول مقبرة للمسلمين فى اليابان، بالرغم من التحديات الصعبة التى واجهتها الجمعية خاصة جمع التبرعات الضرورية والمواد اللازمة للبناء، ومخاوف السكان المحليين، وكانت تأمل فى اتمام المشروع فى 2020، إلا أن المرشح لرئاسة بلدية هيجى، التى تقع ضمن حيازتها الارض، ابى تيتسويا قام بحملة ضد بناء المقابر، وعندما فاز كرئيس للبلدية فى اغسطس عام 2024، تم سحب الأرض التى حصل عليها المسلمون من البلدية ودخل مشروع مقابر المسلمين فى نفق مغلق، وتم إلغاء الخطة،

وفى حالة اخرى حاول المسلمون فى مدينة ساكوراجاوا فى محافظة إيباراكى الحصول على ترخيص لبناء مقابر فى المدينة وحصلوا على إذن بناء المقبرة فى عام 2023، ولكن عندما عرف السكان بالخطة أعربوا عن مخاوفهم ومعارضتهم لها، ولم يجد المسلمون من حل سوى سحب الترخيص والغاء الخطة ...

ولفهم أسباب معارضة اليابانيين لمقابر المسلمين، ألقاكم الخميس المقبل إن كان فى العمر بقية ...