على مدى العامين الماضيين وانا اتابع الأداء الرائع لحارس مرمى الاهلى الشاب الموهوب مصطفى شوبير، فهو يتمتع بحسن توقع رائع للكرة، ويراقب الملعب وتحركات اللاعبين المنافسين والكرة بذكاء شديد، وأقول ان هذا الشبل من ذاك الأسد، فقد ورث موهبة حراسة المرمى من والده أحمد شوبير!

وفى مباراة الاهلى منذ ايام مع فريق بلوزداد الجزائرى فى الجزائر، تألق شوبير الابن بصورة اكثر من رائعة وأنقذ مرمى الاهلى من 6 اهداف محققة على الاقل، ليخرج الاهلى متعادلا ...

وقبل اسابيع ، نجحت ادارة الاهلى فى تجنب محاولة لاغتيال هذا الشاب الواعد معنويا من خلال التعاقد مع الحارس محمد ابو جبل حارس مرمى البنك الاهلى، ليكون بديلا للشناوى المصاب، .. ولكن بعد اقل من 24 ساعة تراجع الاهلى عن الصفقة، وترددت اسباب كثيرة لهذا التراجع ، منها ان خلافات ابو جبل مع لاعبى الاهلى كثيرة منها على سبيل المثال، ازمته مع محمود عبد المنعم كهربا فى كأس الامم الافريقية فى كوت ديفوار ...ولكن فى تقديرى ان السبب الرئيسى لتراجع الاهلى، كان تهديد الشناوى بالرحيل اذا تم التعاقد مع ابوجبل، والضغوط التى مارسها بقوة على ادارة الاهلى، وليس إتاحة الفرصة لشوبير الابن، وفى عالم كرة القدم الاحترافية، يتابع مدرب النادى لاعبا معينا يحتاجه فى مركز محدد، لعدة شهور او عام، ويدرس مهاراته وسلوكياته ويناقش فكرة التعاقد معه مع اللاعبين حتى يستمع الى ملاحظاتهم او خلافاتهم معه ويدونها، ويضعها فى الاعتبار قبل البت فى التعاقد معه، وليس اخفاء الامر على اللاعبين ومفاجأتهم به فتتفجر الخلافات او تكتم ولكنها تظهر فى الملعب ...

وبدلا من تصعيد مصطفى شوبير ومنحه المزيد من الثقة، فإن البعض فى الاهلى كاد يغتال مستقبل هذا الشاب الواعد الذى يحتاج فقط الى منحه المزيد من الفرص والثقة ... فهو لم يعد صغيرا كما يدعى البعض، فعمره حاليا 23 عاما، وكان يمكن ان يكون حارس منتخب مصر الاول وعمره 19 عاما مثل كثير من الحراس، لو ان النفوس صافية وتعمل من اجل الصالح العام بدون اضغان ...

الملاعب فى العالم كله ما هى ألا صورة صادقة، مصغرة لما يحدث فى واقع الحياة فى هذا المجتمع او ذاك ...