من المؤكد ان هناك تيارا شعبيا وسياسيا فى اليابان غير راض عن اعتماد بلاده، التى كانت امبراطورية عسكرية عتيدة، على الولايات المتحدة فى أمنها او الدفاع عنها، ويحلم باليوم الذى ترحل فيه القواعد والقوات الامريكية البالغ عددها نحو 47 ألف جندى.

ويرى هذا الفريق ان اليابان نجحت فى الخروج من كارثة الحرب العالمية الثانية وشيدت اقتصادا قويا وطورت تكنولوجيا خاصة بها خلال العقود السبعة الماضية، واصبحت ثالث قوة اقتصادية فى العالم، انه حان الوقت لان تصبح دولة طبيعية كما وصفها السياسى المخضرم اتشيرو اوزاوا، احد صقور الحزب الليبرالى الديمقراطى، فى كتابه القيم خطة من اجل اليابان الجديدة تعتمد على نفسها فى حماية أراضيها بدلا من الاعتماد على أمريكا...

وكان مثل ناكسونى وشينزو أبى من الصقور التى تطالب بان يكون لدى اليابان أنياب ليس فقط للدفاع عن نفسها ولكن حتى يكون بمقدورها أيضا المشاركة العسكرية فى النزاعات العالمية، وان تتمكن من تصنيع الاسلحة والمتاجرة بها، كما تفعل القوى الكبرى الاخرى.

ويبرر هذا الفريق دوافعه لامتلاك اليابان أسلحة هجومية وإطارا قانونيا يسمح لها بالمشاركة العسكرية فى النزاعات الإقليمية او الدولية، حتى دون تعديل البند التاسع من الدستور، بان نزاعاتها على الحدود مع كل من روسيا حول جزر كوريل, ومع الصين حول جزر مماثلة، ومع كوريا الجنوبية حول جزر اخرى يتطلب استعداد اليابان العسكرى للدفاع عن مطالبها اذا فشلت المفاوضات، كما ان القدرات النووية لكوريا الشمالية وتهديداتها بإطلاق صواريخ طويلة المدى عزز من حجج ومبررات الصقور، بل ان الأمر، من وجهة نظرهم، اصبح أكثر إلحاحا حاليا بعد ان بدا ان الحرب حول جزيرة تايوان، بين الصين والولايات المتحدة تلوح فى الافق، اذا حاولت الصين استعادة الجزيرة المتمردة بقوة السلاح، فان الولايات المتحدة التى تشجع الجزيرة على الانفصال وتمدها بكل انواع الاسلحة، لن تقف مكتوفة الايدى، ومن المؤكد ان اليابان قد تجد نفسها متورطة فى مثل هذه الحرب، ولهذا فإنه على اليابان ان تكون مستعدة عسكريا وقانونيا لمواجهة تلك المخاطر. المثير للدهشة وربما الغرابة، هو ان معظم انصار هذا الفريق هم من اشد المؤيدين لأمريكا...

حجج فريق السلام الاسبوع المقبل