شاهدت جزءا من بدء عودة الفلسطينيين إلى شمالى قطاع غزة ، يوم الاثنين الماضى وهى مشاهد مؤثرة ومؤلمة جدا لهذا الشعب الذى يتمسك بأرضه ويرفض أن يعيش إلا حياة صعبة فيها إلى جانب العدو الذى سلب منه أكثرها…

فقد قطع الناس عدة كيلومترات مشيا على الأقدام وهم يحملون على أكتافهم جزءا من أمتعتهم التى استطاعوا حملها، أطفال ونساء وكبار سن وشباب جميعهم تملؤهم فرحة غامرة بمجرد العودة الى منازل مدمرة، وبيوت خربة لاتصلح للحياة بعد ان نسفت اسرائيل معظم المبانى فى القطاع على مدى ال 15 شهرا التى استمرتها الحرب الانتقامية ضدهم...

هل شاهد العالم هذه المشاهد الحزينة لهؤلاء الفرحين بمجرد العودة الى مكان لايصلح لحياة إنسانية، وهل شاهد الرئيس الامريكى ترامب مثل تلك المشاهد التى كانت وكأنهم حجاج بيت الله على جبل عرفات ...

هل شاهد العجزة والمقعدين ومن قطعت يده او رجله وهم يحاولون المشى والوصول الى منازلهم ...إنها والله لمشاهد غاية فى الألم والحزن ...وبدلا من أن يتحدث الى نيتانياهو ويقول له كيف ترتكب كل تلك الجرائم التى قام بها جيشك ضد هؤلاء المساكين العزل …وبأى قلب وعقل تحترم نفسك أمام العالم بعد كل تلك الجرائم ...يقترح الرئيس الامريكى ان تقوم مصر والاردن بأخذ بعض من الفلسطينيين لبلديهما...

إنهم فى الغرب لايروى إلا انفسهم، لأنه لو أن لديهم تقدما انسانيا لما رضوا بأن يفعل ما ارتكبه نيتانياهو ضد الفلسطينيين من الجرائم، وكانت كل الحكومات الغربية قالت له: توقف إنهم بشر مثلنا ومثلكم ويجب أن تعاملهم بإنسانية لا أن تسلب أرضهم وتعيش عليها وتتركهم فى العراء،

هذه ليست شريعة غاب، وإنما نحن جميعا بشر ...ويتعين عليك أن تعطيهم حقوقهم...ثم يأتى الرئيس الأمريكى ويقول انه يتعين على مصر والاردن أن تأخذا بعضا من الفلسطينيين عندهما ...

والسؤال لماذا لاتأخذ أمريكا الفلسطينيين عندها؟... فلديها ارض واسعة وثراء لاحدود له، وانا وأثق تماما أن الفلسطينيين سوف يرفضون حتى لوكان الذهاب الى امريكا، ليس كراهية فيها وهى التى تقف الى جانب إسرائيل ماديا ومعنويا، ولكن لأنهم يحبون أرضهم وبلدهم ولايريدون تركها لأى من كان ...