تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > منصور أبو العزم > لا حب ولا كراهية إنهم عنصريون استعماريون

لا حب ولا كراهية إنهم عنصريون استعماريون

كثيرا ما طرح الكتاب والخبراء العرب السؤال التالى: لماذا يكرهوننا، يقصدون الغرب، وحاولوا الاجابة عن التساؤل باجتهادات محترمة وقد تكون منطقية من وجهة نظرهم، وفى المقابل، طرح العديد من الكتاب فى الغرب نفس السؤال: لماذا يكرهنا العرب والمسلمون؟!.. وساقوا هم ايضا العديد من الاسباب والفرضيات التى تحاول تفسير ذلك من وجهة نظرهم...

ولكنى أعتقد بأنه ليس فى الامر حب او كراهية بين العرب والمسلمين من ناحية، والغرب من ناحية اخرى... وانما هى نظرة استعلاء وعنصرية من جانبهم لكل ما هو غير اوروبى او امريكى، ورغبة منهم فى السطو على أى ثروات لدي تلك الشعوب المتخلفة التى لاتعرف قيمة ما لديها من ثروات، ولاتعرف كيف تستثمرها ولاتبدع التكنولوجيا التى تمكنها من استغلالها،

ولذلك نحن الغرب نذهب اليهم تحت زعم تعليمهم وتحضرهم، لنأخذ 90% من تلك الثروات ونلقى اليهم بالفتات منها حتى يتمكنوا من العيش وخدمتنا ومساعدتنا فى الحصول على تلك الثروات. وان رفضوا سيطرتنا وهيمنتنا عليهم، فإن القوتين الغاشمة والناعمة موجودتان نستخدم ايهما فى الوقت المناسب. ولديهم قناعة زائفة بأنهم سادة العالم.

الامر اذن ليس به حب او كراهية، فالاوروبيون والامريكان ينظرون الى مواطنى الدول الآسيوية، حتى الصديقة والحليفة لهم بنفس العنصرية والاستعلاء، ويقولون بنوع من عدم اللياقة ونظرة عنصرية، انه اسيوى، او انه صينى او كورى، او حتى يابانى، ولن ينسى آلاف الامريكيين من اصول يابانية ماحدث لهم خلال الحرب العالمية الثانية بعد هجوم اليابان على الاسطول الامريكى فى بيرل هاربر، حيث تم وضعهم جميعا بدون تهم ولاذنب، فى معسكرات اعتقال مذلة وتجريدهم من كل ممتلكاتهم والقضاء على تجارتهم، لمجرد انهم من اصول يابانية...

وهل يكره الامريكيون الصين؟!

الامر، فى اعتقادى، ليس له علاقة بالكراهية او الحب، فالدولة الامريكية تريد الهيمنة على العالم وألا ينافسها احد خاصة عندما يكون غير ابيض، حتى تنكل بمن تريد دون تردد وبالتالى هى تريد إخضاع الصين ووضعها فى الحظيرة مثل باقى الدول، وتأبى الصين ذات الحضارة العريقة الا ان تحافظ على كرامتها وإبائها وان تدير شئونها بما ترى وبما يخدم مصالح شعبها متسلحة بما وصلت اليه من تقدم صناعى وعسكرى...
وبماذا يمكن ان نفسر عنصرية امريكا تجاه روسيا, الدولة المسيحية، والرجال والنساء ذوى البشرة الشقراء تماما مثل الغربيين؟!
انها العنصرية والاستعلاء والحرص على السيطرة والهيمنة لضمان التفوق الغربى على العالم كله... هل تذكرون كيف ظلت امريكا تتآمر حتى اسقطت الاتحاد السوفيتى سابقا؟!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية