تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لا تراهنوا على الخلاف بين نيتانياهو وبايدن
فى ظل حالة الإحباط واليأس التى تصيب البعض منا من الجرائم الفاجرة التى ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية، واحساس الكثيرين بأنه لاحيلة لهم ولاقدرة على وقف تلك الجرائم، فانهم يعولون على احتمال تعميق الخلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل، او بين نيتانياهو وبايدن، او ان الرئيس الامريكى، مثلا، قد ـ وأقول قد ـ يشعر بعدم انسانية ما يحدث للفلسطينيين باعتبارهم كائنات بشرية،او انه قد يضر بمصالح امريكا فى المنطقة، ويأمر البلطجى الصغير الذى رباه ويرعاه فى تل أبيب بوقف تلك الجرائم، والعودة الى مائدة المفاوضات للتوصل الى تسوية شاملة ونهائية لهذا الصراع الممتد لأكثر من قرن، منذ وعد بلفور الظالم فى 1917.
وكلما كشف الاعلام الاسرائيلى او الامريكى عن خلافات فى الرأى والرؤية بين نيتانياهو وبايدن، شعر البعض بالفرح والتفاؤل، ويأخذ بعض الاعلام العربى الساذج الامر على محمل الجد ويخط عناوين المانشيت وتنهمك الفضائيات العربية بتحليل مغزى الخلاف ، حتى يتصور المشاهدون أن الرجل العجوز او البطة العرجاء فى البيت الابيض سوف يصدر اوامره الى صغيره فى تل ابيب بالتوقف عن تلك الجرائم التى فضحت حقيقة المبادئ الامريكية فيما يتعلق بادعاءات حقوق الانسان والديمقراطية المزعومة، او انه سوف يعاقبه بصورة او اخرى!
وهو تصور وهمى لاتدعمه حقائق العلاقات الامريكية الاسرائيلية، والخوف الرسمى والشعبى فى امريكا من سطوة المنظمات اليهودية والصهيونية التى ترفع سيف «معاداة السامية» فى وجه كل امريكى يجرؤ على قول ربع الحقيقة، او حتى التلميح ببعض الدعم الانسانى للاطفال والنساء الذين يقتلون بلا ذنب فى غزة ...
ولا يرقى الخلاف الامريكى الاسرائيلى الى مستوى اكثر من حنان اب ذى سطوة ونفوذ على ابنه عندما يعتدى بضرب مبرح على أحد الاطفال الفقراء، بالقول : اضربه ضربا لايترك علامات حتى لاتجلب لنا الكلام من أهل المنطقة ...وبالتالى فإن بايدن قد يعاقب نيتانياهو اذا لم يسمع بعض كلامه بأن يوقف تصدير بعض الاسلحة غير المهمة له لمدة يوم او يومين، او انه لن يتحدث معه فى التليفون لمدة اسبوع، وكأنه زواج مقدس لايعرف الطلاق ..والخلاف والخصام مسموح به فقط داخل منزل الزوجية !!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية