قد يندهش كثير من الاجيال التى ولدت بعد انتصار أكتوبر عام 1973، من أن كوريا الشمالية، كانت من الدول المساندة لمصر وموقفها فى تلك الحرب.

الواقع أن كوريا الشمالية فى عهد الرئيس كيم إيل سونج لم تعترف أبدا وحتى الآن بدولة إسرائيل، وتعترف فقط بسيادة دولة فلسطين على كل الاراضى الفلسطينية بما فيها إسرائيل نفسها، فاسرائيل «تابع امبريالى» للغرب والولايات المتحدة الامريكية. وخلال حرب اكتوبر المجيدة، قرر الرئيس كيم إيل سونج إرسال 20 طيارا الى مصر، وقال الفريق الراحل سعد الشاذلى، ان الهدف من وجودها كان دعم حماية سماء القاهرة وحتى الصعيد من غارات الجيش الاسرائيلى.

وعندما زرت كوريا الجنوبية فى عام 1993، قال لى السفير المصرى فى سول ناجى الغطريفى،وكان قائما بالاعمال،حيث لم تكن هناك سفارة لمصر فى سول، ان الرئيس حسنى مبارك كان يشعر بالتقدير والعرفان بالجميل لكوريا الشمالية لهذه المساندة البناءة، ولذلك كان يؤخر دائما إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع كوريا الجنوبية، حتى لاتتأثر كوريا الشمالية، ولم تقم مصر علاقات دبلوماسية كان مع كوريا الجنوبية الا بعد وفاة الزعيم كيم ايل سونج فى 4 يوليو من عام 1994. وهى حاليا من اقوى العلاقات المتميزة بين البلدين. ويقول الفريق الشاذلى فى مذكراته انه خلال زيارة لنائب الرئيس كيم ايل سونج لمصر، طلب زيارة الجبهة وفى اثناء الحوار انتهز الشاذلى الفرصة ليسأل نائب الرئيس الكورى الشمالى عن امكانية ان تمد بيونج يانج مصر بعدد من طيارى الميج 21، فأبلغه المسئول الكورى الشمالى عن انه سوف يبلغ قيادته بالطلب المصرى، وابلغ الشاذلى الرئيس السادات الذى وافق على ذلك ليطير الشاذلى الى عاصمة كوريا الشمالية ليصل الطيارون إلى مصر تأكيدا لموقف كوريا الشمالية الداعم لمصر.