يعتبر العلماء والخبراء المصريون الذين تلقوا تعليمهم ما بعد الجامعة، فى اليابان جسورا للتواصل وحلقة مهمة للغاية يعبر عليها تقدم العلاقات المصرية اليابانية، جنبا الى جنب الجهود الدبلوماسية. فهؤلاء لم يتلقوا العلم فقط خلال سنوات إقامتهم فى اليابان، وانما تعلموا ايضا الكثير من ثقافة اليابانيين المدهشة والمتميزة عن معظم دول العالم. ونقلوا الكثير من تجارب اليابان الناجحة الى جامعاتهم ومعاملهم.

وكل عالم من هؤلاء، بقدر ما يحلم بتقدم مصر على غرار التقدم اليابانى المبهر، فإنه يتوق لأن يرى العلاقات بين البلدين فى تقدم مستمر.

وهناك اسماء كثيرة لعلماء مصريين اسهموا بقوة ليس فقط فى فتح مجالات علمية وبحثية جديدة فى جامعاتهم مما تعلموه فى الجامعات اليابانية، ولكن ايضا فى تقوية علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين، وحظى بعضهم بتكريم يابانى رفيع ربما لم يحظ بتكريم مصرى مماثل .

ومن بين هؤلاء، يعد الدكتور كرم خليل، أستاذ اللغة اليابانية، والمستشار الثقافى السابق فى سفارة مصر بطوكيو، واحدا ممن اسهموا بقوة فى نشر اللغة اليابانية فى العالم العربى ، وليس فى مصر وحدها، من خلال عمله كأستاذ للغة فى جامعة القاهرة، ثم جامعة الملك سعود بن عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، لعدة سنوات، وجامعات عين شمس وأسوان وحاليا الأهرام الكندية.

كان الدكتور كرم من بين طلاب الدفعة الثالثة لقسم اللغة اليابانية بجامعة القاهرة الذى افتتح فى عام 1974، بعد انتصار اكتوبر بعام، وإثر أزمة البترول الاولى وحاجة اليابان لأن تفهم العالم العربى ويتفهم توجهاتها واحتياجاتها، وحصل على منحة دراسية فى جامعة تسوكوبا العريقة حيث مكث فيها نحو سبع سنوات من عام 1981 حتى 1988 ، عاد بعدها للتدريس فى جامعة القاهرة ..

وقد كان السفير اليابانى فى القاهرة هيروشى أوكا، محقا عندما عدد إنجازات الدكتور كرم خليل، قائلا انه كان له باع طويل فى تعليم اللغة اليابانية فى مصر على مدى فترة طويلة، قدم خلالها مساهمات بارزة فى التعاون الأكاديمى بين اليابان ومصر،
ومن هنا استحق عن جدارة وسام الشمس المشرقة الرفيع المستوى لإمبراطور اليابان هذا العام تتويجا لجهوده الدءوبة.