من بين الانشطة الثقافية المثيرة للاهتمام والتى أثارت دهشتى بشدة خلال بداية عملى باليابان، مصارعة السومو، حيث يتنافس فيها شابان فى العشرينيات من العمر، لايرتديان الا ما يستر عوراتهما فقط، بالتدافع حتى يخرج احدهما الآخر من الحلبة او يسقطه أرضا..، ولم أكن أعرف بعد طقوسها او عمقها الثقافى لدى غالبية اليابانيين الذين يتابعون المنافسات بكل شوق ولهفة ويتحدثون عنها فى اليوم التالى كما نفعل فى مباراة القمة بين الاهلى والزمالك...

وكنت دائما ما أشبه الاصطدام الاول بين اللاعبين فى بداية المباراة بانه مثل اوتوبيسين يسيران بسرعة جنونية وتصادما فى المقدمة، حيث يصل متوسط وزن الواحد فيهما الى 160 كيلوجراما وكثيرا ما يتجاوز 200 كيلوجرام، وقد حضرت مرتين مدعوا فى صالة ريوجوكو فى قلب طوكيو, احداهما لمباراة البطل اليابانى الشاب آنذاك، تاكانوهانا، وكان النجم الصاعد الذى يشجعه كل اليابانيين ضد المصارع اكى بونو، الذى تعود اصوله الى جزيرة هاواى الامريكية وكان البطل لسنوات عديدة ويدعم اليابانيون بطلهم تاكانوهانا ليكون الاول.

وتحظى السومو بشعبية جارفة لدى اليابانيين ولذلك فان ثمن التذكرة يزيد على ما يساوى 150 دولارا وتنفد التذاكر خلال أقل من 45 دقيقة من طرحها، ويتابعها الملايين فى المنازل عبر التليفزيون، فهى إرث ثقافى، واجتماعى راق، وتمتد جذورها الى الديانة الشنتاوية البوذية التى يؤمن بها غالبية اليابانيين، ولذلك ترى حلبة المصارعة على شكل معبد ويتم رش الملح من كلا المتنافسين فى الهواء لطرد الارواح الشريرة وجلب الحظ.

وكان يجذبنى كثيرا صوت الحكم الذى يدير المصارعة وشكل ملابسه المزركشة الجميلة والقبعة التى يرتديها فوق رأسه، وتستغرق المباراة الواحدة نحو 30 ثانية او اكثر قليلا، واحيانا اقل من ذلك...

ويتمتع مصارعو السومو بشهرة كبيرة، خاصة الابطال الحائزين على لقب يوكوزنا اى البطل العظيم الحائز على عدة بطولات، ويحقق بعض اللاعبين الاجانب خاصة من منغوليا وهاواى نجاحات كبيرة، وكان اللاعب المنغولى الاصل، هاكوهو، الذى اعتزل منذ عامين يعتبره الخبراء واحدا من اعظم مصارعى السومو فى اليابان، ثم هناك المصرى عبد الرحمن شعلان الذى يعد اول مصرى يمارس مصارعة السومو باحتراف، واصبح يعرف بفرعون السومو..