زار مصر منذ ايام فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان، وهو سياسى مخضرم عركته رياح السياسة وعواصفها لسنوات طويلة وتعلم فى مدرسة صقور الحزب الليبرالى الديمقراطى العريقة التى قادها الراحل ياسوهيرو ناكاسونى احد اهم رؤساء الوزراء فى اليابان، كما ان كيشيدا رفيق مخلص للراحل العظيم شينزو أبي.

وهؤلاء الصقور يؤيدون تعديل الدستور وتحديدا البند التاسع الذى يحول بين مشاركة اليابان العسكرية فى اى نزاعات اقليمية او دولية، وكيشيدا ايضا مثل أبي، من عائلة سياسية عريقة، فوالده كان مديرا كبيرا فى وزارة التجارة والصناعة meti وعضوا فى مجلس النواب، وكذلك جده، كما ان يواتشى ميازاوا وزير التجارة والصناعة السابق وكيتشى ميازاوا رئيس الوزراء السابق هما ابناء عمومته.

ولد كيشيدا فى هيروشيما "المشهورة" فى 29 يوليو عام 1957، وقتل كثير من افراد عائلته متأثرين بالقنبلة الذرية التى القتها القوات الامريكية على المدينة عام 1945، وفى صباه استمع لكثير من القصص الحزينة من الناجين عن المأساة المروعة التى قتلت معظم سكان المدينة ودمرت مبانيها تماما... درس كيشيدا الحقوق فى جامعة واسيدا العريقة وتخرج فيها عام 1982، والتحق بالعمل فى احد البنوك، وفى عام 1993، نجح فى انتخابات مجلس النواب، عن الحزب الليبرالى الديمقراطي، تولى اول منصب وزارى عام 2007 حيث شغل وزير شئون اوكيناوا، وفى عام 2012، اختاره شينزو أبى وزيرا للخارجية، ليكون اكثر وزراء خارجية اليابان بقاء فى المنصب فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية متفوقا على شينتارو أبي، والد شينزو أبي... يعشق كيشيدا كل ما يمت بصلة لمدينته الجميلة هيروشيما التى نشأ وترعرع فيها، فأكلته المفضلة هى الاوكونومى ياكي، التى تشتهر بها هيروشيما كما انه يشجع فريق بيسبول المدينة، وهكذا، ولهذا نجح سبع دورات برلمانية ممثلا عن المدينة.

زيارة كيشيدا لمصر كانت مهمة للغاية، فهى اول زيارة له كرئيس للوزراء إلى مصر، وتأتى بعد نحو 8 سنوات من زيارة الراحل شينزو أبى فى عام 2015، كما ان ترقية العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية سوف يصب فى مصلحة البلدين اللذين يتمتعان بعلاقات صداقة رسمية وشعبية اكثر من رائعة... فاليابان شريك مخلص، كما قال الرئيس السيسي، لمسار التنمية فى مصر...