أصبح المترو وسيلة حضارية رائعة للتنقل داخل القاهرة تأخذك بعيدا عن زحام السيارات فى الشوارع، ورغم اننا كنا ثانى دولة فى العالم بعد بريطانيا العظمى نعرف القطارات،

عرفنا المتروهات التى تسير فوق الارض، فى عام 1910، ثم مترو الانفاق فى عام 1987، فإننا لم نطور منظومة تشغيل واضحة ونظاما متطورا للتعامل مع الجمهور والركاب. وعلى سبيل المثال، فقد حدث ان تعطل الخط الثالث الاخضر مؤخرا وكنت والركاب الآخرون قد قطعنا التذاكر وننتظر وصول القطار، لكنه وبعد انتظار اكثر من 25 دقيقة لم يأت، وبادرت بسؤال احد العاملين الذى مر بالمصادفة على الرصيف، وإذا به يقول ان هناك عطلا فنيا بالمحطات يستغرق إصلاحه نحو 7 ساعات... وهنا ثار عدد كبير من الركاب متسائلين عن الشفافية، إذ إن الواجب يحتم عليهم إبلاغ الركاب على الفور،

فهناك من لديه امتحانات، ومواعيد اطباء وعمل وطائرات وغيرها، المدهش ان المسئولين رفضوا فى البداية إعادة ثمن التذاكر الى الركاب، وكأنها اول حالة من نوعها، وكأننا لم نعرف المترو منذ اكثر من قرن حتى ثار الركاب وعلا الضجيج ليوافق المسئولون على إعادة ثمن التذاكر... الامر الآخر الذى يحتاج الى المراجعة من جانب هيئة مترو الانفاق، هو غرامة ضياع التذكرة.. ففى اليابان التى عشت فيها سنوات، لا وجود لغرامة ضياع التذكرة او حتى التزويغ ودخول المترو دون تذكرة، او تجاوز عدد المحطات بقيمة التذكرة التى قطعتها، ففى مصر، إذا كنت تركب من محطة جمال عبد الناصر وتنوى النزول فى العتبة وقطعت تذكرة بـ 5 جنيهات، ثم غيرت رأيك وقلت انك سوف تنزل فى محطة النزهة، لابد ان تدفع غرامة 50 جنيها...

واذا ضاعت التذكرة تدفع غرامة مماثلة ... مثل تلك الغرامات لاوجود لها فى اليابان الا اذا ثبت التعمد فيها، ومثلا إذا ركبت عدد محطات اكثر من ثمن التذكرة، بكل بساطة تذهب الى مكينة التسويات تضع بها التذكرة وتقول لك المبلغ الاضافى تضعه فى الماكينة وتحصل على تذكرة جديدة تخرج بكل سهولة، اوتذهب الى الموظف تعطى له التذكرة ويقول لك المبلغ المتبقى تدفعه وتخرج، وإذا ضاعت التذكرة، ما عليك الا ان تقول للموظف انك ركبت من محطة كذا، يقول لك المبلغ المطلوب وتحصل على تذكرة جديدة وتخرج..

المبدأ فى اليابان هو ان انهم يصدقون المواطن بشرط ان يكون صادقا، ويفترضون فى الجميع الصدق وحسن النيات، ولديهم وسائل وأساليب غاية فى الذكاء تكشف الكاذب ومعاقبته.