تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > منصور أبو العزم > عن ماذا سأل اليابانيون بعد زلزال مصر؟!

عن ماذا سأل اليابانيون بعد زلزال مصر؟!

كان الله فى عون الأشقاء فى سوريا وتركيا فى ظل رعب الزلازل التى تهز البلاد منذ اكثر من اسبوعين، ومقتل ما يقرب من 50 الف شخص .


وقد عرفت رعب الزلازل على مدى السنوات التى عشتها فى اليابان، وأدركت المعاناة التى يعيشها الشعب اليابانى الذى لايكاد يمر يوم إلا وهناك هزة أو هزات ارضية فى إحدى الجزر اليابانية، أحيانا قوية، وأخرى متوسطة او ضعيفة ...ومع ذلك لايتوقف الابداع والتصنيع والاقتصاد، او حركة الحياة، وكنت أبدى دهشة كبيرة واتساءل كيف يمكن لشعب يعيش مثل هذا الرعب من الزلازل والبراكين والامطار المتواصلة ليلا ونهارا ان يحقق مثل هذا الإبداع فى الصناعة والتجارة والحياة، ولكنه شعب يتمتع بإرادة قوية ومواجهة كل التحديات بعزيمة لاتلين، وكما فعل بعد الهزيمة فى الحرب العالمية الثانية ونهض كالمارد العملاق، فإنه بعد كل زلزال يتعافى ويبدع وينتظر ما هو قادم ...

وعندما وقع زلزال مصر فى أكتوبر 1992، انهالت المكالمات التليفونية على مكتب «الاهرام» فى طوكيو الذى كنت أتولى مسئوليته، وكان السؤال الاول هو ماذا حدث للأهرامات، وهل لديك معلومات عن أى خسائر او دمار حدث لها او أبو الهول ...وهل المعابد فى الاقصر حدث لها شيء ...وهكذا، سلسلة طويلة من التساؤلات عن الآثار الحضارية لمصر، لماذا؟

لان اليابانيين يعشقون حضارة مصر، ونحو 90% من الذين يزورون مصر منهم يكون هدفهم الاول زيارة الآثار التاريخية.

وتتمتع حضارة مصر بهوس يابانى حقيقى، لان معظم اليابانيين يدرسون فى المرحلة الابتدائية الحضارة المصرية، وكثيرا ما تلقيت دعوات من المدارس الابتدائية لأتحدث الى تلاميذها عن مصر وحضارتها...

ومن رحمة ربنا بنا ان وقانا شر الزلازل والبراكين، والطقس شديد التقلب، وربما كان عدم وجود تحديات طبيعية مثلما هو الوضع فى اليابان جعل كثيرا منا يميل الى الدعة والراحة مادام ان الرزق بيد الله، ونعم بالله، ولكن لا الله ولا الاسلام يقول لنا ان ننام ولانعمل وسوف يأتينا الرزق من السماء، بل على العكس الإسلام يدعونا الى العمل الجاد، بل والإتقان فيه، وهو ما يفعله اليابانيون بكل دقة، ولهذا اصبحوا ثالث اكبر قوة اقتصادية فى العالم بعد امريكا والصين ...

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية