أخيرا نجحت اسرائيل وامريكا فى جرجرة ايران الى معركة تستهدف تدميرها، والتخلص من قدراتها النووية والعسكرية معا، وما أشبه الليلة بالبارحة عندما تم خداع الرئيس العراقى الراحل صدام حسين واندفع وراء معلومات مضللة وأطلق رشة صواريخ على اسرائيل فى يناير 1991، أدت، كما قالت اسرائيل، إلى مقتل 77، واصابة 230 شخصا.

غير ان تلك «الجرأة» التى لم تكن تدعمها قدرات عسكرية قوية متواصلة، أدت فى نهاية المطاف الى قيام الولايات المتحدة بشن حرب ظالمة على العراق واحتلاله وتدميره واعدام صدام حسين عبر محاكمة صورية مخزية، وحتى لو لم يطلق صدام صواريخه على اسرائيل، كانت الولايات المتحدة سوف تعمل على التخلص منه وتدمير قدرات العراق بأى مؤامرة...

وها هى إيران تم استفزازها وجرجرتها حتى أطلقت رشة صواريخ على إسرائيل أمس الأول، قائلة انها تنتقم لاغتيال تل أبيب كلا من اسماعيل هنية وحسن نصر الله حتى وان لم تقتل تلك الصواريخ أو تصيب اسرائيليا واحدا!!

والسيناريو الذى يتحدث فيه المحللون حاليا للرد الاسرائيلى، هو نفسه ما قلته فى هذا المكان منذ ثلاثة اسابيع، وهو ان الرد الاسرائيلى جاهز، وهو تدمير المفاعلات النووية الايرانية، وشل قدراتها العسكرية، خاصة الصاروخية وصناعة الطائرات المسيرة التى تفوقت فيها بنجاح غير مسبوق...

وتقول اسرائيل ان امامها خيارين: الاول هو القضاء على برنامج ايران النووى، وهو الهدف الذى تسعى لتحقيقه منذ اكثر من 20 عاما، غير أن واشنطن تعارض هذا الاختيار، وعندما قالت اسرائيل انها سترد على إيران «الليلة» اى امس الاول، كان هذا هو الهدف، ولكنها لم تفعل وهو ما يشير الى ان واشنطن مازالت تعارض ضرب المفاعلات الإيرانية فى الوقت الحالى.

الاختيار الثانى هو ان يقوم سلاح الجو الإسرائيلى بتدمير منشأت النفط الإيرانية وحملة اغتيالات جديدة ربما تشمل قادة ايرانيين كبارا .

الخلاصة، أن واشنطن تعيد ترتيب أوضاع المنطقة بحيث تصبح إسرائيل القوة العسكرية الوحيدة والاقوى لتحقق لها أهداف السيطرة والهيمنة دون ان تضطر لإرسال قوات أو أن تضحى بجندى أمريكى واحد.