تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

زلزال المغرب وكارثة ليبيا !

سبحانك ربى لا أحد غيرك يعرف الحكمة من الكوارث الطبيعية، وما نراه من شر، قد يحمل فى طياته الخير ولاندرى... وكأن الشعوب العربية ينقصها المزيد من الأزمات الاقتصادية والتحديات الحياتية الطاحنة التى تعيشها حاليا .

فقد ضرب زلزال قوى الاراضى المغربية وقتل وشرد الآلاف، ودمر مدنا وطرقا تحتاج اعادة إعمارها المليارات، وكشف عن هشاشة البنية الاساسية لغالبية المدن المغربية خاصة الفقيرة ، والمناطق الجبلية الواعرة التى وجد كثير من الاشقاء المغاربة فيها الملاذ والمأوى اذ بها تنجرف بهم من اعلى الجبال فى زلزال قوى لم تعرف المغرب فى تاريخها الحديث مثله ...

وكشفت المشاهد التى تبثها القنوات الفضائية عن ملامح حياة بسيطة للغاية، بل وبائسة فى احيان كثيرة لغالبية الاشقاء المغاربة.

وقد زرت المغرب مرة واحدة فى العام 1998 ، مشاركا فى ندوة عما كان الاتحاد الاوروبى يروج له وقتها تحت عنوان القيم المشتركة لدول حوض البحر المتوسط. ولمست المشاعر الدافئة والتلقائية للأشقاء المغاربة تجاه مصر والمصريين وتقديرهم للثقافة والفنون المصرية ...

وفى ظل انشغال العالم بتطورات زلزال المغرب وعدد الضحايا والبحث عن المفقودين تحت الانقاض ، يضرب إعصار قوى السواحل الليبية وتغرق مياه فيضانات الامطار مدنا كاملة ، حتى ان مدينة درنة الواقعة على بعد 314 كيلو مترا فقط من مدينة السلوم المصرية ، انهارت اغلب مبانيها على سكانها ولقى اكثر من الفى شخص منهم حتفه وتم دفنهم فى مقبرة جماعية ، وقد يرتفع العدد لاكثر من 5 الاف.

واذا كان العالم تعاطف مع كارثة زلزال المغرب معنويا وقدم مساعدات مادية ومعدات للبحث عن المفقودين تحت الانقاض ، فانه لم يبد تعاطفا مماثلا للكارثة التى حلت بالأشقاء فى ليبيا ، ولم يقدم الدعم المادى الذى يتناسب مع حجم الكارثة المروعة التى كشفت ايضا عن هشاشة المبانى والطرق وعدم الاستعداد لمثل تلك المفاجآت الطبيعية ...ربما كان الانقسام بين الاشقاء فى ليبيا ما بين حكومة فى شرق البلاد واخرى فى غربها السبب الرئيسى فى الارتباك الذى سيطر على العالم فى كيفية تقديم الدعم المادى وربما المعنوى اللازمين...

وكان الشعب الليبى الشقيق هو الضحية فى النهاية..وربما تسهم تلك الكارثة الطبيعية فى عودة الحكمة للاشقاء فى ليبيا ، والعمل من أجل الشعب والبلاد، وليس المصالح والمجد الشخصى ورب ضارة نافعة...

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية