تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

رسالة من لندن!

كنت أستمتع كثيرا بالإذاعة المصرية زمان، وكانت الإذاعة هى مصدر كبير للسعادة لى، وأتذكر أننى طلبت من أخى الأكبر أن يكون لدى راديو صغير خاص، لى وحدى وأنا فى السنة السادسة الابتدائية مع بداية عقد السبعينيات من القرن الماضى، كنت أشغل الراديو على محطة أم كلثوم، ولم تكن المحطة خاصة بأم كلثوم فقط، كما قد يفهم القارئ، لكنها كانت تبدأ باغانى أم كلثوم، ثم محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، ثم عبد الحليم حافظ، وهكذا باقى المطربين والمطربات ثم تنتهى بأم كلثوم ايضا.

وكانت إذاعة لندن او ال بى بى سى، كما كنا نطلق عليها وقتها، من بين الإذاعات الرئيسية التى نستمع اليها خاصة فى الأخبار عن مصر وعن الشرق الأوسط والعالم عموما، وأتذكر أننى كنت من الأوائل الذين عرفوا بوفاة الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن بثته إذاعة لندن نقلا عن مصادر موثقة فى القاهرة.

وكانت اذاعة لندن تبث ايضا برامج كثيرة كان من بينها تعليم اللغة الإنجليزية، وأتذكر هنا اننى ارسلت خطابا الى الاذاعة أطلب منهم إرسال النسخ الورقية لتعليم اللغة الإنجليزية وفعلا استجابوا لطلبى وأرسلوا لى نحو 7 كتب فى طرد بريدى الى قريتى، وهو ما آثار دهشة رجل البريد وقتها ،مما جعله يستشير أكثر من متعلم فى البلدة فى هذه الصفقة البريدية، وفتحها ليعرف ما الذى بداخلها ...وجاءت الى مفتوحة وناقصة احد الكتب، المهم أننى تسلمت الرسالة البريدية ومضيت على أنها تابعة لى ،وليس لأى احد آخر فى القرية، وأعتقد أنها كانت الصفقة الأولى التى تصل من الخارج الى شخص ما فى القرية. او الى شاب صغير السن مثلى.

ومن بين الشخصيات الرائعة التى كنت أتابعها دائما عبر الاذاعة ،فاروق شوشة ،صاحب برنامج لغتنا الجميلة الذى كان يقدمه فى نحو العاشرة من مساء كل يوم على البرنامج العام ...وقد قابلت الأستاذ فاروق بعد ذلك فى معرض الكتاب وكان اكثر من رائع ،فقد كان إنسانا خلوقا ،ومثقفا ومهذبا جدا. 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية