تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خطايا الآباء فى تربية الأبناء !
هزنى بشدة وآلم قلبى وفاة ابن احد اصدقائى فى حادث سيارة، وهو لايزال فى ريعان الشباب حيث لم يكن قد تجاوز ال 30 من عمره، ومن خلال اقترابى من الاسرة، خاصة الوالد، الذى كان يحكى لى عن كل تفاصيل تعبه ومعاناته مع ابنه المراهق منذ كان عمره 14 عاما الى ان استرد الله وديعته منذ اسابيع،
أدركت على الفور الخطايا الكارثية التى نرتكبها نحن الآباء فى تربية وتدليل الابناء، من منطلق الا تحرمه او تحرمها من شيء، وانه يجب ألا يشعر بأنه اقل من اصدقائه لا فى المصروف ولا فى الاستجابة لطلباته التى لا نهاية لها، حتى يفسد، ولا يحقق المأمول منه فى الدراسة، فضلا عن عدم الطاعة والتبجح فى وجه الاب، والتجاوز بالكلام والفعل مع الام، ويرفض كل نصيحة يقدمها له أبواه او اخواله واعمامه، حتى انهم يخشون ويتحاشون التجادل معه لانه لايسمع ولا يريد النقاش المنطقى الهادئ،
وكل ما يراه هو الصح، وكل مايقوله الاهل خطأ قائلا لأبيه كان زمان على ايامك، ويقول للاهل بانهم لايفهمون افكاره هو واصحابه وجيله، ولاينصت الا لصوت نفسه وفكر اصدقائه فقط .
فقد درس ابن الصديق التجارة كما اختار هو، فى افضل الجامعات الخاصة وبمصاريف كبيرة، وكان يحصل على مصروف شخصى يومى كبير، رغم ان الاب يعمل موظفا فى احدى الشركات الخاصة، اى ابن الطبقة المتوسطة ولم يكن ثريا بالوراثة... وتخرج الابن فى كليته بتقدير ناجح بعد مشقة «شيل» مواد كل عام... ولكنه وبعد التخرج لايريد ان يمارس اى عمل، ولم يصنع لنفسه «كرير» او وظيفة ومهنة على مدى الـ10 سنوات التى تلت تخرجه، ويقول لاسرته انه لايريد ان يعمل فى المحاسبة التى درسها، وانه كان يريد فقط الحصول على شهادة جامعية... ويسهر طوال الليل مع اصدقائه على المقاهى ولايعود الا فى الصباح بينما يكون الاب ذاهبا الى عمله، وينام طوال النهار، ويرفض كل عمل يتوسط فيه ويوفره الاب، وان كان قد قبل مرة واحدة العمل الذى ساعده الوالد فى الحصول عليه، ولكنه لم يستمر فيه لاكثر من شهر واحد، حتى تركه وعاد الى حياة المقاهى واصدقاء السوء.
وفى واقع الامر فإن الشاب لم يكن يريد ان يعمل، هو يريد فقط ان يجلس فى المقاهى ويدخن السجائر والشيشة مع اصدقائه، طالما ان الوالد لايستطيع منع المصروف عنه، ويترك له سيارته، حتى وقعت الحادثة واسترد الله وديعته، رحمه الله وغفر له، وألهم أسرته الصبر، وأنزل الهداية على أبناء هذا الجيل ..
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية