منذ ايام شب حريق جديد فى أحد المولات التجارية فى المنطقة التجارية الشعبية بسوق العتبة الشهير وسط القاهرة ، والتهمت النيران عدة مبان وتحولت مخازن ملابس وغيرها تقدر بالملايين الى اكوام من الرماد وسط صراخ أصحاب المحال الصغيرة بعد ان أكلت النيران « شقى العمر» كما قالوا ...

والمؤكد ان هذا الحريق لم يكن الأول، فى المنطقة فى ظل الحالة العشوائية التى هى عليها ...ووفقا للمعلومات المتاحة ، فانه لايمر عام تقريبا على مدى الـ 30 عاما الماضية ، الا ويندلع حريق كبير فى سوق العتبة الذى إذا قدر لك ان تمر فيه بالسيارة ـ صباحا او مساء ـ  فلابد ان تتحلى بصبر ايوب وكظم الغيظ ولاتدع أعصابك تفلت منك، لان الامر قد يستغرق نحو الساعة وربما أكثر ، ليس لأن المسافة طويلة ولا لان الزحام شديد ، ولكن العشوائية تضرب المكان.

المدهش فى الامر ، انه بعد كل حريق تخرج تصريحات المسئولين فى محافظة القاهرة تبشر بوضع خطة محكمة وعلمية لتطوير منطقة العتبة، لأنها منطقة حيوية وتاريخية وتلبى مطالب واحتياجات قطاع عريض من المواطنين من الطبقة الفقيرة والمتوسطة وبأسعار مازالت معقولة ، فى ظل ارتفاع أسعار السلع والملابس والمواد الغذائية فى الاسواق ..

ولكن تمر الايام والسنون وتظل العشوائية تضرب العتبة حتى اصبحت مكانا لايمكنك حتى التفكير فى المرور منه على الاقدام ...

ولذلك عند اندلاع حريق ، لاتتمكن سيارات الاطفاء التى لاتبعد عن المنطقة الا أمتارا قليلة من الدخول الى مكان الحريق الا بعد ان تكون النيران التهمت فى طريقها ملايين الجنيهات، ايضا ليس بسبب الزحام ، ولكن بسبب سوء التخطيط ..فقد حل التطوير بعشوائيات كثيرة، ومازالت منطقة العتبة تحتاج إلى التطوير حتى يمكن تجنب الكوارث والحرائق المتكررة فيها.

أناشد الدكتور مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور ابراهيم صابر محافظ القاهرة الجديد ، تفقد المنطقة فى يوم الجمعة او الاحد، ووضع خطة لتطويرها حتى تظل ملاذا تلبى احتياجات الفقراء والطبقة المتوسطة وتكون مكانا حضاريا نفخر به...