تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تقدم اليابان.. هل كان على حساب الإنسان ؟!
من بين الانتقادات التى يرددها بعض مروجى «نظرية» الجانب المظلم لكوكب اليابان، أن التطور الاقتصادى والتكنولوجى الراقى الذى حققته اليابان كان على حساب حياة اليابانيين، وان هؤلاء كانوا كبش فداء هذا التقدم وتم سحق المواطن من أجل بناء تقدم الدولة بما يعنى ان هذا التقدم لم يحقق اى فوائد للشعب ولم يعد عليه باى منفعة.. وهو كلام يجافى المنطق والواقع تماما، ورددوا مع بعض الغربيين مقولة ان اليابان عبارة عن شركات غنية وشعب فقير، وأن الحكومة تنحاز الى الشركات ضد مصالح المواطن.
والحقيقة أن من اطلع وتعرف على أسرار تقدم اليابان، يعرف على وجه اليقين ان الانسان اليابانى هو صانع هذا التقدم، وأن حكماء اليابان أدركوا منذ البداية ان تلك البلاد فقيرة من الموارد الطبيعة وان ثروتها الحقيقية تكمن فى الانسان، وبناء عليه، كان الاستثمار فى تعليم وتدريب اليابانيين هو الأساس الصلب الذى تم تشييد التقدم الاقتصادى والصناعى عليه.
ولم يكن من العدل ألا يتم انصاف الموظف والعامل اليابانى الذى قامت على اكتافه اركان التقدم، فقد حصل على وظيفة مدى الحياة فى شركة من الشركات التى لاتعد ولاتحصى فى اليابان، ومرتب جيد وتعليم اكثر من رائع لابنائه، ويكفى ان نشير فقط الى ان متوسط راتب اليابانى فى عام 2023 وصل الى ما يساوى 45.453 دولار سنويا او 6 ملايين و170 الف ين.. ويعيش فى بيئة نظيفة منظمة وشبكة اكثر من رائعة من القطارات السريعة والمتروهات والباصات التى تيسر لليابانى حياته.
واذا كان اليابانيون من الفقراء، كما يرددون، فكيف يكونون من اكثر السائحين فى العالم، فهم بالملايين فى ايطاليا، وفرنسا وبريطانيا والبرازيل واسرائيل والامارات العربية، ومصر واثيوبيا وجنوب افريقيا، اما فى الدول الآسيوية مثل الصين وتايلاند وفيتنام واندونيسيا وجوام وتايوان، فان كثيرا من اليابانيين يزورونها ربما مرة كل شهر.. وينفقون الملايين فى تلك الرحلات .
وتقريبا كل اسرة لديها اكثر من سيارة على الرغم من ان تكاليف امتلاك سيارة فى اليابان هو الاغلى فى العالم بعد سنغافورة.. وغالبية اليابانيين يمتلكون منزلا وليس شقة، صحيح أن مساحته ربما لاتزيد على 80 مترا، لكنه منزل مستقل يستوعب اسرة وله حديقة وجراج للسيارة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية