اعاد الرئيس الامريكى مسيرته مرة اخرى مع الصين، وربما مع دول اخرى، وها هو يهدد الصين بحرب تجارية من خلال فرض رسوم جمركية تقدر بنحو 25% على المنتجات الصينية التى تدخل الولايات المتحدة،

وبالتالى فان الصين ردت بفرض نحو 15% على وارادتها من الغاز والنفط وغيرهما من المنتجات الأمريكية التى تستوردها الصين، تماما كما فعل ترامب فى بداية رئاسته الاولى، واصبحت العلاقات معها فى رئاسته الاولى متوترة، ولم تهدأ الا بعد ان التقى كيم يونج اون رئيس كوريا الشمالية فى المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين فى يونيو عام 2019، وسعيه للتصالح وليس تدمير كوريا الشمالية ...

ففى بداية عام 2018، شن ترامب حربا تجارية عنيفة مع الصين استمرت نحو عامين بسبب فائضها التجارى الذى يتجاوز حاليا اكثر من 361 مليار دولار، وفقا للاحصاءات الامريكية فى عام 2024..ويصل حجم التبادل التجارى بين البلدين لنحو 530 مليار دولار خلال الاشهر الـ 11، الاولى من عام 2024 ..لتكون الصين ثانى اكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين بعد المكسيك ...

والواقع بأن تنمر الولايات المتحدة بالصين يعد اتجاها قويا للحزبين الجمهورى والديمقراطى على السواء اذ ينظر المخططون فيهما للصين على انها تهدد «الهيمنة» الامريكية على العالم، وانها امتلكت تكنولوجيا متقدمة للغاية، واذا تركت بدون تحجيم فإنها قد تتفوق على الولايات المتحدة وتفرض بالتالى أجندتها عليها ... ومنذ ان قرر ترامب الترشح للرئاسة فى الفترة الاولى من حكمه، فإنه يتنمر بالصين، لاسباب تجارية غالبا، وليست اسبابا عقائدية، فهو يتعامل مع العالم من منطلق «رجل العقارات» وليس السياسى العقائدى ...اذ لم يتحدث ترامب حتى الان، على الاقل، عن تايوان التى تعد جزء من الصين الام، ولم يتعهد بان يقدم لها دعما عسكريا مثلما فعل الرئيس الديمقراطى السابق بايدن.

تقديرى، بأن ترامب يريد أن يعصف بالعالم كله فى بداية رئاسته الجديدة، القريب قبل البعيد، ولهذا فهو يهدد المكسيك وكندا، والاتحاد الاوروبى وبنما والشرق الاوسط قبل الصين، ولكن ما تهدأ عواصفه، بعد أن يحقق بعضا من طموحاته المادية سوف يهدأ، ويلتقى بالرئيس الصينى، الذى وصفه من قبل بانه صديقه العزيز، وربما يلتقى مرة اخرى مع رئيس كوريا الشمالية، وكذلك زعماء كندا والمكسيك والاتحاد الاوروبى، وأخرون ...