يردد الرئيس الأمريكى ترامب كثيرا أنه لو أن حماس خالفت او اخترقت خطة وقف اطلاق النار فى غزة فإننا سوف ندمرها، ونقضى عليها، ولكنه لم يحذر ولو مرة واحدة إسرائيل التى تخترق واخترقت وقف إطلاق النار كل يوم عدة مرات، وكأن اتفاق السلام يطالب حماس فقط بالالتزام بخطة ترامب للسلام فى غزة وليس على إسرائيل الالتزام به تماما مثل حماس، وهو ما يوفر الأرض لتل أبيب لأن تفعل المزيد من القتل والتجويع فى غزة والاستيلاء على الاراضى بقوة فى الضفة الغربية دون أن تشعر بأنها تخترق خطة ترامب للسلام أو أنها ترتكب خطأ ما عندما تقتل وتجوع الفلسطينيين فى غزة.

والعدل يطالب الرئيس الأمريكى بأن يكون منصفا لا متحيزا لاسرائيل على حساب الفلسطينيين .

طبعا لايمكن لترامب الا أن يكون متحيزا لصالح اسرائيل، فهو يقف الى جانب حكومة تل ابيب منذ أن جاء الى الحكم فى البيت الابيض، وحتى خلال فترة حكمه الاولى، أليس هو الذى نقل مقر السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، وهو الذى يقدم التمويل المالى والسلاح الذى تحتاجه اسرائيل بسخاء حتى ربما دون ان تطلب اسرائيل ذلك ...وترامب هو الذى كان يدعم ترحيل الفلسطينيين من غزة الى اى مكان فى العالم لانشاء «ريفييرا» امريكية فى القطاع يتملكها الامريكيون والاسرائيليون بعد تشييدها ...لكنه وتحت ضغوط من الدول العربية والاوروبية تراجع عن هذا الحلم ولم يذكره فى خطته للسلام فى غزة.

إذن ترامب هو الرئيس الامريكى الذى اعطى اسرائيل اكثر مما ينبغى عسكريا وسياسيا، وهو الذى يدعمها فى معظم المحافل الدولية ويوفر لها الحماية فى مجلس الامن الدولى حتى وان استخدم الفيتو ضد اى قرارات دولية ضدها، ويوفر الحماية والدعم المعنوى الكبير لرئيس الوزراء الاسرائيلى نيتانياهو ضد اى قرارات دولية حتى لو جاءت من محكمة العدل الدولية، وإن جاءت إدانة المحكمة لنيتانياهو وزملائه فى الحكومة بارتكاب جرائم ضد الانسانية فى غزة .

ترامب لن يطالب اسرائيل بالالتزام ببنود خطته للسلام، وانما الخطة اساسا تم تفصيلها لتطبق على حماس، فاسرائيل، من وجهة نظر ترامب،لاترتكب اى جرائم ولا تقتل ولا تجوع ولا تطرد الفلسطينيين من أراضيهم لتستولى عليها وتوزعها بعد ذلك على المستوطنين الذين هم من اليهود المتعصبين .