ربما لايعرف الكثيرون أين تقع دولة كاب فيردى أو الرأس الاخضر، الدولة الإفريقية التى يتحدث كثير من المصريين والأفارقة عنها حاليا بسبب الاداء المبهر لمنتخبها الوطنى فى كأس الامم الإفريقية فى كوت ديفوار، واحتلالها المركز الاول بالعلامة الكاملة فى مجموعة تضم منتخبات «تاريخية» فازت بالبطولة من قبل عدة مرات، مثل مصر التى فازت بالبطولة 7 مرات، وغانا التى فازت 4 مرات، فى حين شارك منتخب كاب فيردى من قبل ثلاث مرات فقط فى كأس الامم الإفريقية، والحالية هى المرة الرابعة، وخرج بصعوبة قبل نصف النهائى، كانت اول مشاركة فى عام 2013، ولم يشارك فى كأس العالم أبدا!

تقع دولة كاب فيردى على بعد نحو 500 كيلومتر عن الساحل الغربى لإفريقيا مقابل السنغال، وهى عبارة عن 10 جزر فى المحيط الاطلنطى مساحتها الإجمالية نحو 4 آلاف و33 كيلو مترا مربعا، يسكنها نحو 593 ألف نسمة ، وهى فقيرة من الموارد الطبيعية ايضا، يعيش اهلها على الصيد والسياحة، ويشكل ابناء كاب فيردى المهاجرون فى اوروبا وامريكا، المصدر الرئيسى لدخل الدولة!

وقد ظل البرتغاليون يحتلون كاب فيردى حتى عام 1975، حين حصلت على استقلالها.

الخلاصة .. ليس مهما ان تكون الدولة صغيرة او كبيرة، قديمة او حديثة، المهم ان تكون جادة فى شق طريقها نحو التقدم والاستثمار فى البشر، والارتقاء بحياة الشعب ورفاهيته .. سنغافورة ليست إلا دولة صغيرة اخرى، وليس لها تاريخ يتجاوز الــ 5 آلاف عام مثل الصين، ومع ذلك سبقت الصين ودولا كثيرة اخرى، فى التقدم والارتقاء بحياة الشعب .. الإرادة والتعليم والجهد الحقيقى، والمحاسبة هى مفاتيح الرقى !

أحد الفروق الجوهرية بيننا وبين اليابانيين، ان المنظومة الأخلاقية لديهم تفرض على المسئول، او الوزير الذى وقعت فى وزارته كارثة او تقصير يكون امامه خياران لا ثالث لهما إما ان ينتحر متحملا المسئولية، أو أن يستقيل ويضع نفسه رهن المحاسبة والمحاكمة!

ولكن.. سلوك اتحاد الكرة واعضائه لم يرق حتى إلى نصف احد هذين الاختيارين واتسم بالبلادة وتجاهل الرأى العام بعد التقصير الخطير الذى قاد منتخبنا للخروج بدون فوز واحد فى 4 مباريات، واكتفى بالحل الذى يخدم مصالحه وهو طرد المدرب الفاشل ودفع مستحقاته بالملايين، والبقاء فى مناصبهم وكأن كارثة لم تقع وملايين لم تضع!