بالرغم من حملة التشويش والتشويه التى قادها الرئيس الامريكى ترامب بنفسه ضده ،فاز زهران ممدانى بمنصب عمدة نيويورك ،ليكون اول عمدة مسلم فى تاريخ الولاية.. وهو انتصار كبير لمدى تفهم سكان الولاية للمشاعر الاسلامية ،كما انه يعد عنادا للرئيس الذى وصف زهران بأنه شيوعى وليس اشتراكيا كما يدعى، وأخذ يفرق بين الشيوعى والاشتراكى .ولد زهران فى اوغندا ،ونشأ فى كيب تاون بجنوب افريقيا ورحلت عائلته الهندية الى الولايات المتحدة وعمره لايزيد على السنوات السبع ثم التحق فى نيويورك بمدرسة برونكس الثانوية المرموقة للعلوم، هو ابن البروفيسور محمود ممدانى الاستاذ بجامعة كولومبيا ووالدته ميرا ناير المخرجة السينمائية التى اخرجت العديد من الافلام الامريكية.

غير أن هذا الامر ساعده فى انتاج مقاطع فيديو ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعى خلال حملته الانتخابية للفوز بمنصب عمدة نيويورك ،ويقول براد لاندر ،احد مساعدى زهران: انه يطرح افكارا جريئة والدفاع عنها وان النضال من اجلها يستحق العناء.. ولكن القضايا التى فجرها زهران كانت تمس الشعب فى المدينة من الغلاء فى الاسعار والايجارات حيث لا احد يجد شقة بأسعار مناسبة فى المدينة وهو ماجذب قطاعا مهما من الشباب الرافضين لطرح منافسيه فهو اشتراكى ديمقراطى داخل الحزب الديمقراطى واشتهر بهذا الطرح، وبالرغم من ان زهران انتقل الى نيويورك فى عمر السابعة فإنه لم يحصل على الجنسية الامريكية الا فى عام 2018، وبعدها بعامين تم انتخابه عضوا فى الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، ثم خاض سباق الترشح لمنصب عمدة المدينة فى العام الماضى.

تزوج زهران «34 عاما» فى العام الماضى فقط من الفنانة السورية راما دواجى ،ولكن هل فوز زهران يعنى ان الناخب الامريكى يرفض ترامب وسياساته ،وهل هو مؤشر على الرفض الشعبى لسياسة الحرب الجمهورى .

يقول زهران انه عمل مستشارا فى مجال منع حجز المساكن ،وان تلك الوظيفة هى التى دفعته للترشح لمنصب العمدة لانه ادرك ان أزمة السكن فى المدينة لم تكن حالة طبيعية وانما نتيجة سياسات متعمدة على مر السنين.. وعرف زهران بانتقاداته لاسرائيل واصفا حربها على غزة بأنها «ابادة جماعية» وطالب بوقف تمويل الشرطة التى تتعاون مع جيش الاحتلال الاسرائيلى وقال ان العدالة لايمكن ان تتحقق فى نيويورك مادمنا نغض الطرف عن الظلم فى فلسطين.