أصبح من الواضح تماما أن الولايات المتحدة قررت بالفعل إشعال حرب جديدة فى آسيا لتدمير قوة الصين الصاعدة وتحجيم دوريها الاقليمى والدولى المتزايدين، وهى حاليا تهيىء المسرح الآسيوى لهذا الصراع الجديد الذى ربما يكون اعنف صراع عسكرى تعرفه البشرية نظرا للتقدم الهائل الذى وصلت اليه التكنولوجيا العسكرية فى كل من الصين والغرب بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد أن يتم تدمير قوة روسيا الاقتصادية والعسكرية من خلال الحرب العبثية التى دبرت لها العسكرية الامريكية بكل دقة منذ ماقبل 2014 فى اوكرانيا، فإنه حان الدور لتدمير قوة الصين، فقد كانت تصريحات وزير الدفاع الامريكى امام الكونجرس منذ ايام واضحة لا لبس فيها حيث طلب من الجيش الامريكى الاستعداد لاحتمال الحرب مع الصين، فى اول اشارة قوية من جانب واشنطن انها بالفعل تستعد لتدمير قوة الصين بقوة السلاح مادامت عصية على الانصياع والدخول تحت عباءة الهيمنة الامريكية مثل اليابان وغيرها.

وهناك 3 مؤشرات هى الاقوى فى سياق الاستعدادات الامريكية لخوض حرب لتدمير قوة الصين قبل ان تتوحش:

الاول: دفع اليابان لزيادة انفاقها العسكرى من 1% من اجمالى الناتج القومى الى 2 % وهى زيادة هائلة تحدث لاول مرة منذ الحرب العالمية الثانية حيث ظل الانفاق العسكرى اليابانى تحت او فى حدود الـ 1%. لتكون اليابان بذلك ثالث اكبر نفقات دفاع فى العالم، وهو ما لاقى ترحيبا قويا من وزارة الدفاع الامريكية الاخطر ان واشنطن تدفع طوكيو لامتلاك وتطوير اسلحة هجومية بما يتجاوز ما نص عليه البند التاسع من الدستور.

ثانيا: انه يمكن تفسير التقارب الذى حصل منذ ايام بين اليابان وكوريا الجنوبية، وهو الاول من نوعه منذ 12 عاما فى اطار الاستعدادات الامريكية لخوض حرب مع الصين سواء حول تايوان او اى مبرر آخر سوف تخترعه واشنطن للتحرش بالصين. وانه لايمكن فهم التقارب اليابانى الكورى بعيدا عن التحالف العسكرى الامريكى مع طوكيو وسول. وقد يبالغ البعض بالقول بأن التقارب تم بتوجيهات من واشنطن...

ثالثا: التحالف الأمنى الإستراتيجى الذى تبلور منذ ايام بين أمريكا واستراليا وبريطانيا له هدف واحد هو تطويق الصين من كل الاتجاهات والحد من نفوذها العسكرى والامنى فى آسيا.