ومصر تستعد لافتتاح أكبر وأهم حدث ثقافى سياحى فى تاريخها الحديث، وهو المتحف المصري الكبير، لابد انها تعد لدعوة عدد كبير من زعماء ورموز العالم لمثل هذا الحدث الأهم، وأعتقد انها وجهت الدعوات بالفعل لأن يوم الافتتاح تحدد بـ 3 يوليو المقبل، ومن المهم هنا أن ننوه بأن اليابان كانت، ومازالت، داعما رئيسيا لنا فى تشييد مثل هذا المتحف الرائع، ومن هنا فإن دعوة امبراطور اليابان ناروهيتو والامبراطورة ماساكو لحضور الافتتاح سيكون بمثابة تتويج للجهود المصرية اليابانية المشتركة، ليس فقط فى المتحف الكبير، ولكن فى مشروعات أخرى كثيرة توثق علاقتنا المميزة مع هذا البلد الصديق لنا منذ افتتاح اول قنصلية لليابان فى عام 1922، لماذا نصر على حضور امبراطور اليابان هذا الحدث الكبير ؟

الواقع ان هناك عدة اسباب مهمة لذلك
اولا: ان امبراطور اليابان شخصية عالمية مهمة، ويهتم جدا بالجوانب الثقافية والتاريخية، ونحن نعرف تماما مدى حبه لمصر وحضارتها وحضوره مثل هذا الحدث سوف يعد تتويجا لجهود مصر واليابان فى التعاون المشترك الذى يهدف فقط لتعميق أواصر الصداقة والسلام...

ثانيا: انه سيكون اول امبراطور يابانى يزور مصر منذ زيارة ولى العهد هيروهيتو فى العام 1922، واستقبله خلالها الملك فؤاد الاول، فى قصر عابدين، ليتولى العرش بعدها فى العام 1926، وربما يكون الامبراطور الحالى زار مصر وهو شاب يدرس فى جامعة اكسفورد فى بريطانيا، ليست هناك معلومة موثقة فى هذا الصدد...

ثالثا: ان مصر واليابان يعملان من أجل السلام فى العالم، وفى المنطقة منذ عقود طويلة، وهناك العديد من المشروعات المشتركة، خاصة فى مجالى التعليم والثقافة، لاننا ننظر الى التعليم فى اليابان على انه نموذج جيد يتعين علينا ان نتعلم من تجربته ، ولذلك فقد اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسى بتجربة اليابان فى هذا المجال، واقتنع بان «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر» اى يبقى أبد الدهر، فاختارت مصر ان تبدأ تعليم ابنائها فى المدارس اليابانية الخاصة التى تتزايد فى مصر كل يوم حاليا... نأمل ان يستجيب جلالة الإمبراطور لدعوة المصريين له لحضور الافتتاح، وزيارة بلدنا فى يوليو المقبل...