مع بداية عقد التسعينيات من القرن الـ 20، عندما ذهبت الى اليابان لاول مرة، كانت دهشتى كبيرة من اعداد المدخنين من اليابانيين ، ولم تكن البلاد عرفت بعد تحديد مناطق مخصصة للتدخين فى كل مؤسسة وشركة ووزارة ، بل داخل كل قسم فى الوزارات كما هو الوضع حاليا.

ومع تقدم اليابان الاقتصادى فى نهاية عقد الستينيات من القرن الـ 20 ، أصبح التدخين اكثر شيوعا فى اليابان بين الرجال والنساء على السواء، وتقول صحيفة نيبون تايمز، إن الشركات المصنعة للسجائر شجعت اليابانيين على التدخين، باعتباره وسيلة للتخلص من الاجهاد فى العمل ، وزيادة الانتاجية !! ، حتى وصلت نسبة المدخنين خلال ستينيات القرن الـ 20 ، لنحو 49.4% ، كانت نسبة الذكور 83.7% ، والنساء 16٫3٪ .

ويقول البعض إن النسبة تجاوزت اكثر من 83.7 % فى هذا الوقت. وتشير المعلومات الى أن أكثر من 130 الف يابانى توفوا بسبب أمراض متعلقة بالتدخين فى عام 2020 او نحو 20 % من اجمالى الوفيات فى البلاد كما تقول نيبون تايمز.

وبعد أن كان يطلق على اليابان « جنة المدخنين » اصبح التدخين ممنوعا فى كل وسائل المواصلات العامة، القطارات والباصات والفنادق والتاكسيات، حتى الحدائق العامة، واصبح العديد من المدن اليابانية يمنع التدخين فى الشوارع المكتظة بالمتسوقين، ويتم تخصيص غرف او أكشاك للمدخنين الذين يصرون على ايذاء انفسهم ماديا وبدنيا...

والواقع أن الدولة اليابانية بذلت جهودا كبيرة لخفض أعداد المدخنين، وتقدم الدعم والمساعدة لهؤلاء الراغبين فى الاقلاع عن التدخين، منها حظر التدخين فى الاماكن العامة المغلقة بما فى ذلك المطاعم والمقاهى والحانات، وفرض ضريبة عالية على السجائر، ومنع التدخين لمن هم اقل من 20 عاما، ولكى يشترى المدخن علبة من ماكينة الشارع لابد ان يدخل بطاقة تؤكد انه تجاوز سن الـ 20!

 وهكذا.. اصبحت نسبة المدخنين حاليا أقل من 20% من البالغين كما نجحت حملات التوعية من اضرار التدخين فى إقلاع كثيرين عن تلك العادة الضارة صحيا وماديا ..