تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اليابان... بين الانبهار وجلد الذات!
ينتقد بعض الكتاب والجمهور تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية فى تجارب الدول المتقدمة وتجاهل الجوانب السلبية، خاصة اليابان، ومقارنة ذلك بعدم قدرة العرب عامة فى إحراز التقدم الاقتصادى والتكنولوجى على غرار تلك الدول، ويعتبر هؤلاء أن ذلك يعد من قبيل جلد الذات وتثبيط الهمم وإظهار ان المسلمين لا أمل لهم فى امكانية إحرازهم التقدم.
ويشيرون تحديدا إلى أقوال مثل إننا وجدنا فى فرنسا أو فى الغرب أو فى اليابان مسلمين بلا إسلام، وعندنا إسلام بلا مسلمين، وياريت ياخوانا مرحتش لندن ولا باريس، وغيرها من تلك الدعوات والأباطيل كما وصفها أحدهم، هى من قبيل إحباط الأمة وتثبيط العزائم عن تطوير المجتمع، وتهدف بشكل أساسى إلى زعزعة الثقة بالنفس وتحطيمها والسير وراء مخططات الغرب ليصلوا بالمسلم إلى طريق الانسلاخ التام عن دينه، وثقافته وتاريخه وحضارته، هكذا قال أحدهم...
وفى إحدى الندوات وكنت أتحدث عن اليابان، وبعد أن انتهيت، سألنى واحد من جمهور الحضور: قائلا، لقد تحدثت عن الجوانب الإيجابية فى التجربة اليابانية، أليس هناك جوانب سلبية.. قلت بلى، هناك جوانب سلبية، فاليابانيون بشر، وشعب مثل أى شعب، هناك الأمين واللص، والصادق والكاذب، والغشاش والمنافق، وغيرها من الصفات البشرية الأخرى،
ولكننى اخترت منذ أول مرة زرت فيها اليابان أن أنتقى فقط التجارب الإيجابية التى يمكن لنا التعلم منها، تاركا الخبرات الأخرى السلبية الموجود لدينا ولدى شعوب الدنيا كلها مثلها، إذ ماذا يفيد أن أكتب عن تلك السلبيات، سوف يقول القارئ : انظر.. إنهم فى اليابان «اللى احنا طالعين بيها السما» يأخذون الرشى، ويسرقون وينام المشردون أسفل الكبارى فى محطة شينجيكو...، وهو ما يعد مسوغا لأن نفعل مثله وربما أكثر... ولماذا تريدون منا أن نحافظ على النظافة إذا كانت اليابان الدولة الأكثر تقدما ليست كذلك، وهو بالتأكيد ليس صحيحا، لأن اليابان من أنظف دول العالم، وهكذا...
قناعتى أن الحديث عن الجوانب السلبية لايفيد ولايقدم دروسا ولا نموذجا نتطلع اليه، وأن الكتابة عن التجارب الناجحة للدول أكثر فائدة من التركيز على الجوانب السلبية، ثم إننى لست مؤرخا يتناول فى دراسة علمية إيجابيات ومثالب التجربة اليابانية، حتى العلامة المؤرخ العظيم رؤوف عباس لم يفعل ذلك فى كتبه ودراساته عن المجتمع اليابانى...
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية