إنه مخطط حقيقي، ولايمكن القول إنه من قبيل نظرية المؤامرة، فإسرائيل والغرب معها يريدون القضاء على قناة السويس، اللؤلؤة التى تجلب لمصر مليارات من الدولارات سنويا، ومنذ ان أممها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى عام 1956 ونزع ملكية الاجانب منها واصبحت مصرية خالصة، وهم يريدون تدميرها او البحث عن بديل لها.. حتى ان حوادث جنوح بعض السفن فى قناة السويس خلال الاعوام الاخيرة يفسره البعض على انه لم يكن عشوائيا، وانما كان مقصودا.

وهكذا تفتق ذهن المتآمرين الى فكرة شق قناة من ميناء ايلات جنوب اسرائيل والاردن الى ميناء عسقلان او اشكلون بالعبرى على البحر المتوسط، لربط البحرين الاحمر بالمتوسط ولتكون بديلا عن قناة السويس لنقل النفط والغاز والبضائع من دول الخليج وآسيا الى اوروبا وامريكا، ولتصبح اسرائيل مركزا عالميا للتجارة بين الشرق والغرب فى اطار المشروع الاستراتيجى الاكبر الذى ترعاه أمريكا ويطلق عليه، ممر الهند التجاري، الممر البرى والبحرى الذى سوف يربط آسيا والشرق الاوسط باوروبا. بهدف تدمير والقضاء على مبادرة الحزام والطريق الصينية او طريق الحرير الصيني. ويزعم الاسرائيليون ان المشروع يعود الى عهد بن جوريون، اول رئيس لوزراء اسرائيل!! ويقول الخبراء إن قناة بن جوريون الجديدة ستكون فى اتجاهين او قناتين كما يقول البعض، وليس اتجاها واحدا كما هو الحال فى قناة السويس... وكان من المفترض ان تبدأ اسرائيل وبدعم مالى من بعض الدول العربية الخليجية، الحفر منذ عامين، غير ان الخبراء اشاروا الى انه لايمكن تنفيذ تلك القناة دون استيلاء اسرائيل على قطاع غزة بالكامل لان ارض غزة ناعمة وليست صخرية مثل باقى المنطقة التى كان من المزمع الحفر بها، كما ان اسرائيل سوف تضطر الى العروج بمسار القناة بعيدا عن غزة حتى تصل الى البحر المتوسط وهو ما يعنى تأخير السفن بنحو 7 ساعات عن الوصول الى الميناء .

ولهذا كان لابد لاسرائيل من ان تدبر كيفية الاستيلاء على غزة ومحاولة ضمها لاراضيها بشكل نهائى حتى تستطيع انجاز مشاريعها المتوقفة.. ويعرفون فى الغرب احلام اسرائيل وخططها ويدعمونها حتى تكون الدولة المسيطرة، كما ارادوا لها منذ البداية ، ويدهم التى يبطشون بها اى دولة فى المنطقة تحاول ان تكون قوة اقتصادية او سياسية او عسكرية، ولن يتركوا فخا او مؤامرة الا ويفعلونهما لوقف ذلك...