نقلت بريطانيا العظمى آلاف المساجين واللصوص وقطاع الطرق والمعارضين إلى مستعمرتها فى الاراضى الجديدة فى قارة امريكا الشمالية منذ أكثر من 400 عام، وكان يقطنها ملايين من الآسيويين وشعب الهنود الحمر, ولم تكن ارضا بلا شعب كما ادعوا، وذلك بعد عقود قليلة من اكتشاف المغامر كريستوفر كولمبوس ...

وأيا ما كانت الروايات المتناقضة بشأن اكتشاف القارة الامريكية، فإن هؤلاء اللصوص وقطاع الطرق من الإنجليز والأيرلنديين والأسكتلنديين شكلوا عصابات ووفرت لهم بريطانيا الاسلحة حتى يتمكنوا من الاستيلاء على اراضى السكان الاصليين الذين يعيشون هناك منذ آلاف السنين،

وشنت تلك العصابات هجمات مسلحة وقتلت ملايين السكان ودمرت منازلهم وكنائسهم، وقتلت كل من كان يرفض بيع ارضه بالبخس او تركها تحت تهديد القتل، وكان الأقوى والأغنى من البيض هو من يمتلك عددا اكبر من المسلحين وأسلحة احدث...

وهكذا قامت الثقافة الامريكية، او ثقافة اليانكى والكاوبوى على القتل والترويع والبقاء لمن لديه أقوى سلاح ، ولذلك كانت مهارة استخدام البنادق والمسدسات من اولى المهارات التى تجعل الامريكى محترما ومهابا وبطلا...

وتطورت تلك الثقافة مع الزمن لتصبح ثقافة قومية للولايات المتحدة، وهى ان تطوير الاسلحة وامتلاك احدثها هو الذى يجعل من امريكا قوية او الاقوى فى العالم، ولا مكان للإنسانية اذا كانت تتعارض مع المصالح الامريكية.

غير ان المدهش ان المهاجرين الاسيويين الاوائل من الصين واليابانيين والهنود الحمر او المهاجرين العرب الاوائل لم يسلكوا نفس النهج، اى لم يشكلوا عصابات ويطوروا اسلحة ويقتلوا ويدمروا ويستولوا على ممتلكات المهاجرين الآخرين من عرقيات اخرى، كما فعل الاوروبيون، وذلك لاسباب كثيرة يطول شرحها..

وعندما استقر اليهود الاوروبيون على السطو على فلسطين بالاتفاق ومساعدة الانجليز، مارسوا نفس الاساليب التى سطا بها المهاجرون الاوروبيون على اراضى وممتلكات سكان امريكا الشمالية الاصليين، القتل والترويع والإرهاب وهدم المبانى والكنائس على رءوس كل من يرفض وجودهم، فهى ثقافة قامت على القوة المسلحة واستخدامها بغشامة ودون حدود طالما ان قوة اخرى لم تظهر لتناطحها او تتفوق عليها وتقول لها توقفى...

فالبطل الامريكى هو من يستخدم كل قوة شرعية او غير شرعية للتغلب على عدوه، وهل نسى العالم من هى اول دولة استخدمت القنابل الذرية فى تاريخ البشرية؟!
هل يفسر ذلك جانبا غامضا لأسباب الدعم الامريكى المادى والمعنوى لإسرائيل وتجاهل جميع الحقائق والتاريخ بل وتشويهها لصالحها...