اصبحت السوشيال ميديا او وسائل التواصل الحديثة ولا أقول «الاجتماعى» لانها تفرق البشر اجتماعيا، ولا تقربهم، من فيسبوك وواتس وتويتر وغيرها تستخدم على نطاقات واسعة للغاية فى العالم كله، وبالرغم من ان الصين وربما دول اخرى، اسست لشعوبها وسائل تواصل محلية لاتستطيع أجهزة الاستخبارات الغربية اختراقها!

الا ان غالبية شعوب العالم حاليا هم من مستخدمى وسائل التواصل «الغربية» وتتمكن اجهزة الاستخبارات فى الغرب من متابعتها ورصدها، ولكن الأخطر من ذلك، ان كل مستخدم يدخل اسمه باللغة الانجليزية اى بالاحرف الرومانية، ولديه البيانات الشخصية الخاصة به واسماء اصدقائه واقاربه وتعليقاته، سواء كانت باللغة العربية او الانجليزية، كل ذلك يتم أرشفته وحفظه فى هاردات او حافظ بيانات ذات قدرات مذهلة، ويتم استدعاؤها عند اللزوم...
وهكذا .. تضمحل اللغات المحلية فى العالم كله لصالح لغة واحدة هى الانجليزية، لغة الامريكيين الذين ورثوا السيطرة على العالم من الانجليز.

فقد أصبحت الأجيال الشابة، من جيل الانترنت الى جيل السوشيال ميديا لاتعرف الا القليل عن الكتابة والقراءة باللغة العربية وقليل من خريجى الجامعات، بمقدوره كتابة فقرة او برجراف من ثلاثة اسطر باللغة العربية بصورة شبة صحيحة، فضلا عن ان تكون مترابطة ومفهومة، واعلم كم المعاناة التى يواجهها اساتذة الجامعات والمعلمون فى محاولاتهم فك الألغاز التى يكتبها الطلاب فى أوراق الامتحانات.

فقد لاحظت ان شبابا كثيرين لايستخدمون اللغة العربية فى محادثاتهم على السوشيال ميديا، ويستخدمون ما يطلق عليه «الفرانكو اراب» اى يكتبون اللغة العربية بالاحرف الانجليزية، او يكتبون باللغة الانجليزية فقط اذا كانت لغتهم متوسطة الجودة...وهكذا تضيع وتمحى وسائل التواصل غير الاجتماعى اللغة العربية واللغات المحلية فى العالم لصالح لغة واحدة، هى لغة الاقوياء المسيطرين الذين اخترعوا السوشيال ميديا، حتى إنها تبدو لى وكأنها خطة مقصودة ومدبرة لإحكام سيطرة الاقوياء ماديا وعسكريا وتكنولوجيا...