إذا كان كثير من المصريين يزورون المقابر وكلهم ثقة بأن الموتى من الأسرة والأحباب يشعرون بهم وربما يسمعون كلامهم، لدرجة ان البعض يجلس عند رأس القبر ويشكو للميت غدر الزمان والأهل والأصدقاء، ويطلب منه المشورة فى كثير من أمور الحياة ، فإنهم فى اليابان ينتظرون أرواح موتاهم من الأحباب أن تعود من الجبال والبحار والأنهار التى نثر فيها رماد أجسادهم بعد الحرق الى المنازل التى كانت تعيش فيها لتزور الأهل والأحباب، ويقيمون لها مراسم التأبين، ويعدون لهم الطعام الذى كانوا يحبونه والزهور، ويطلقون على هذة المناسبة  عيد الأوبون اى عودة أرواح الأحباب من الموتى لزيارة منازلها السابقة... وتبقى أرواح الأحباب 4 ايام تبدأ من 13 يوليو حتى 16 منه او نفس الفترة فى اغسطس، بحسب المنطقة، ثم يتم توديعها لتعود مرة أخرى الى مراقدها ويطلق على تلك الشعائر فى البوذية أورا بون ايه... وتقول الاسطورة ان احد تلاميذ بوذا، مؤسس العقيدة البوذية، حلم بأن امه تتعذب فى جهنم بعد وفاتها، فاقام لها حفل تأبين فى منزله واستطاع بالفعل إنقاذها من عذاب الجحيم...
فى اليوم الأول لعودة الأرواح، كان اليابانيون قديما يشعلون النار فى مواقع عديدة حول المنزل وبالقرب منه للترحيب بها وحتى تتعرف على المنزل من جديد ولاتضل الطريق اليه... حاليا يعلقون فوانيس مضاءة بالكهرباء، بدلا من إشعال النار، ويصنعون دمى على شكل خيول يطلق عليها شوريوما ويعتقدون أن هذه الخيول تعود على متنها أرواح الموتى الى عالم الاحياء ومنازلها القديمة فى كل عام، وهى خيول يعتقدون أنها سريعة للغاية كناية عن رغبة الارواح فى العودة بسرعة الى المنازل، ولكنهم عندما يغادرون المنازل ويعودون الى مراقدهم فى الجبال والانهار، فانهم يستقلون الماشية البطيئة فى مشيتها لانهم لايرغبون فى المغادرة.. ويعلق اليابانيون ايضا مصابيح كهربائية على طريق عودة الارواح الى الجبال حتى لاتضل طريقها فى العودة...
ويقول شينوهارا تاداشى، الكاتب المتخصص فى الاديان، إن اليابانيين يستخدمون سيدات كفيفات يطلق عليهن ال ايتاكو كوسيطات لمساعدتهم فى التواصل مع ارواح الموتى ونقل ما تقوله الارواح للاهل والاحباب، وإن هؤلاء الكفيفات تعلمن كيفية استدعاء الارواح حتى تتلبسهن، ثم ينقلن ما يريدون قوله الى الأسرة...