يعتقد ساسة اسرائيل، بأن القضاء على حركة حماس فى غزة سوف ينهى الصراع مع الفلسطينيين ويحقق لاسرائيل الامن والامان وللمنطقة الاستقرار، ومثل الببغباء يردد المسئولون الامريكيون نفس الكلام دون تفكير، وهو ما قاله كبيرهم، الرئيس بايدن من أن القضاء على حماس سوف يحقق الامن والاستقرار لاسرائيل ...

ولم يفكر ولو للحظة واحدة فى أن اسرائيل دولة محتلة وغاصبة لاراضى الشعب الفلسطينى، وان استمرار الاحتلال هو سبب كل مايحدث، وكيف يفكر بهذا المنطق اذا كان اليهود اقنعوه والعالم بأنه لم تكن هناك فلسطين ابدا، وأن تلك الارض كانت خالية وبلا شعب وهو الشعار الكاذب الذى يرددونه بأنهم شعب بلا ارض ووجدوا ارضا بلا شعب، فأقاموا عليها دولتهم،

ولم يعرف بايدن وحكومته أن فلسطين ذكرت فى الاديان السماوية الثلاثة منذ آلاف السنين، قبل ان يعرف شيء اسمه اسرائيل... بحماس او بدون حماس، لن ينسى الفلسطينيون قضيتهم وحقوقهم المسلوبة وان العصابات اليهودية سرقت ارضهم وقتلت الآلاف منهم... والقضاء على حماس سيولد الف حماس، وربما اقوى واشرس واكثر تطرفا ولن يحقق الامن لاسرائيل التى يبدو انها دولة اذا استقرت وأمنت تقضى عليها الانقسامات الداخلية بين اليهود انفسهم،

ولذلك يؤمن ساستها بضرورة خلق عدو خارجى ويوهمون الشعب بأنه يهدد وجودها حتى ينسوا خلافاتهم ويتوحدوا على ضرورة القضاء على العدو الخارجى...

يتجاهل ساسة اسرائيل وامريكا عن عمد أصل الصراع، وهو الاحتلال الاسرائيلى لاراضى الفلسطينيين والاذلال والمعاناة اليومية لهذا الشعب، ولو كانت أمريكا من الحكمة والفطنة منذ عقود، لكان مثل هذا الصراع قد انتهى بتطبيق حل الدولتين، ولكن تشجيعها الدائم، ودعمها المعنوى والعسكرى لقادة اسرائيل بالباطل ساعد فى اطالة امد الصراع من ناحية، وزاد من شكوك وتوجس العرب، من السياسات الامريكية الظالمة... متى يعرف قادة اسرائيل وامريكا السبب الحقيقى لغضب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، متى يعرفون ان الاحتلال الاسرائيلى لاراضى الفلسطينيين هو اصل الحكاية، ربما يعرفون ذلك، ولكن كما قلت، انها غطرسة القوة التى تعمى البصيرة...