هل ما يطرحه السياسيون من أفكار يتم تطبيقها على أرض الواقع، وكم هى نسبة التطبيق، وهل هى تفيد الشعب ام انها شعارات براقة للفوز فى الانتخابات بصرف النظر عن مدى قابليتها للتطبيق..

فى النظم البرلمانية، يطرح كل سياسى أفكارا وتصورات وشعارات كثيرة وهدفه الاول هو الحصول على مقعد فى البرلمان او ان يفوز حزبه بمنصب رئيس الوزراء، وقد يتم تطبيق القليل من افكاره بعد الانتخابات، لتظل معظم شعاراته غير قابلة للتنفيذ او التطبيق وانها كانت براقة فقط من اجل الحصول على اصوات الناخبين.

غير ان الرئيس الصينى شى جين بينج، وبالرغم من انه سياسى فإنه ليس مثل هؤلاء، فهو يطرح افكارا من أجل نجاح وتقدم الدولة وليس الفوز بمقعد فى البرلمان او فوز حزبه برئاسة الوزراء، وهناك فرق كبير جدا بين الحالتين!

كل ماطرحه الرئيس الصينى من افكار ورؤى هدفها الاول تحقيق انجازات تضع الصين فى مكانة تليق بها، كدولة كبيرة وعريقة، بين الدول المتقدمة، وان تحقق للمواطن الصينى العيش الكريم والرفاهية...

وفى ندوة عقدت بدار «مجلة الصين» اليوم بالتجمع الخامس منذ ايام ناقش باحثون كبار ومحللون افكار شى جين بينج بين النظرية والتطبيق، من خلال الطرح الاول لكتابه باللغة العربية حول الحكم والادارة، ادارها الاستاذ حسين اسماعيل، الخبير فى الشأن الصينى، ونائب رئيس تحرير المجلة...

واعتقادى الشخصى بأن الرئيس الصينى يؤمن بشدة بان تطوير وتقدم الدولة فى الداخل، ورفع مستويات معيشة المواطن هو الاساس لدولة قوية ذات نفوذ ودور عالمى أكثر تأثيرا.

ومن هنا كانت سياسته منذ توليه الحكم فى عام 2013، هى القضاء على الفقر تماما فى الصين، ونجحت سياسته فى انتشال اكثر من 700 مليون صينى من تحت خط الفقر، وشاهدت بنفسى فى احدى الزيارات، واحدة من القرى النموذجية التى تم تشييدها للمزارعين الفقراء الذين كانوا يعيشون فى عشش فوق الجبال، وكيف تغيرت حياتهم للافضل...

ودوليا، فان مبادرات شى جين بينج متعددة ، ويكفى أن نذكر مبادرة الحزام والطريق التى ربطت الصين اقتصاديا وتجاريا ليس بدول آسيا فقط، ولكن بالعالم كله.

تقديرى لهذا الزعيم ينطلق من نقطتين: الاولى تقديره الكبير لمصر وحضارتها ودورها المحورى فى المنطقة، والثانية: انه يدرك وعن وعى كبير المؤامرات الغربية التى تحاك لبلاده ويعمل من اجل وأدها، تماما مثلما تحاك لبلدنا...