يشعر الانسان بالضآلة وبأنه هش ولايساوى شيئا عندما يواجه تحديا ويختبره الله فى نفسه او فى أعز احبابه..

فقد كان الزوج سيباستيان والزوجة اديث الكنديان يعيشان حياة سعيدة وأنجبا اربعة ابناء...
ولكن الام لاحظت ان ابنتها الكبرى وكان عمرها انذاك 3 سنوات تصطدم بالاثاث والحوائط والكراسى وهى تمشى فى المنزل...
هرعت بها الى طبيب العيون لتعرف الاسباب ويتم علاجها، ولكن الامر استغرق 4 سنوات من التحاليل، لتكتشف الاسرة ان ثلاثة من الابناء مصابون بمرض وراثى نادر يصيب شخصا واحدا من بين كل 4500 شخص فى العالم ويطلق على المرض التهاب الشبكية الصباغى ويقل فيه بصر المريض تدريجيا الى أن يفقد الرؤية تماما فى سن الـ 30 او ما بعدها بقليل...

وفى عام 2019 اكتشف الاطباء ان الطفل الرابع نجا من الاصابة بذات المرض وهو ما كان نقطة ايجابية ادخلت الفرحة والسرور الى تلك الاسرة التعيسة... وابتكرت الاسرة اساليب مبدعة لادخال السعادة الى المنزل الحزين، وفكر الاب والام فى ان يمتعا أبناءهما المرضى الثلاثة ويحشوا ذاكرتهم البصرية بكل ماهو جميل وطريف قبل ان يصلوا الى سن الـ 30 ويفقدون البصر تماما،

وقررا ان يطوفا بالابناء الاربعة كل الدول التى يرغبون فى زيارتها، خاصة الدول ذات الحضارات العريقة، والقيام بكثير من المغامرات الممتعة مثل الغوص فى اعماق البحار، وركوب الامواج، وتسلق قمم الجبال، واعتمادا على ثروة الاب والمساعدات الاخرى التى تدفقت على الاسرة، والدعوات المجانية من العديد من الدول الاخري،

طافت الاسرة بكثير من الدول واستمتع الابناء بحياتهم، وتصف الام اديث ذلك بقولها فى حوار مع الـ بى بى سى، إنه خلق رابطة قوية جدا بين افراد الاسرة لم تكن موجودة قبل ترحالهم معا، وتضيف ربما لم يكن ابنائى محظوظين لاصابتهم بهذا المرض النادر، ولكنهم اصبحوا اقوياء بما يكفى للتغلب عليه... وربك وحده الذى يعلم ماذا قد يحدث بعد 10 او 20 عاما..

وفى لفتة انسانية تستحق التقدير والاشادة، قامت هيئة تنشيط السياحة المصرية بتوجيه دعوة للاسرة لمصر، وعلى الفور لبت الاسرة الدعوة، وجاء جميع افرادها لزيارة مصر منذ اسابيع وسعدوا جدا بالزيارة كما قالت الام، لانها رحلة مختلفة حيث من الرائع ــ كما تقول الام ــ ان تزور بلدا مثل مصر يمتلك تاريخا وحضارة تمتد آلاف السنين..