لعدة أسابيع أخذ العالم يتساءل …أين اختفى وزير خارجية الصين، تشين جانج، الذى لم يمض على تعيينه الا نحو 6 اشهر، حيث اختاره الرئيس شى جين بينج بنفسه فى ديسمبر الماضي..

هل تمت اقالته، ولماذا...ما هو الخطأ او الاخطاء التى ارتكبها ..؟!

ولكن لم يكن للصين الدولة العظمى الثانية فى العالم ان تلتزم الصمت طويلا، والعالم كله وليس الولايات المتحدة و الغرب فقط يضع كل تحرك او تطور يحدث فيها تحت اكبر ميكروسكوب، ويراقب ويتابع كل خطوة سياسية او اقتصادية او دبلوماسية تحدث فى بكين بكل اهتمام، ولم لا، وهى تؤثر فى كل ركن من اركان العالم سياسيا واقتصاديا...

ولم تمض اسابيع قليلة حتى اعلنت بكين انه تمت اعادة تعيين اسد الدبلوماسية الصينية «وانج يي» وزيرا للخارجية الى جانب منصبه كبير الدبلوماسيين فى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهو المنصب الذى رقى اليه بعد ترك الخارجية .

والمدهش فى هذا السياق ان السلطات تركت نقاشات السوشيال ميديا دون تدخل او رقابة كما تفعل عادة، وكل يفتى بما لديه من تخمينات او شائعات، وهناك من يزعم بأنها قضية فساد، وآخر يفتى بأن تشين له عشيقة مذيعة تليفزيونية غير زوجته، وثالث يزعم بانه اقيل لاسباب صحية، وأعتقد بان تشين الذى يعد اصغر وزير خارجية فى تاريخ الصين، 57 عاما، بعيد تماما عن كل تلك الشائعات ، فقد حقق نجاحات قوية خلال عمله كسفير للصين فى واشنطن على مدى العامين الأخيرين وبرهن على انه مفاوض مخضرم وقوى حتى اطلق عليه الاعلام الامريكى لقب «الذئب المحارب» للدبلوماسية الصينية ...

وأعتقد بأن ثمة خلافا قويا حول العلاقات مع واشنطن حدث بين تشين ويى خلال زيارة وزير الخارجية الامريكية بلينكن فى 18 يونيو الماضى ، هو الذى أطاح بـ « تشين» ..وعلى كل حال لم يكن من الممكن ان تسير الدبلوماسية الصينية برأسين، وحيث ان يى شخصية قوية للغاية ومقرب جدا من الرئيس شي، كان لابد من ان تطير رأس الذئب المحارب، ولو مؤقتا ..